بعد ظهور بكتريا "إي كولاي - E.COLI " القاتلة في الخضروات في 12 دولة أوروبية ، أصبح الرعب يجتاح العالم بسبب انتشارها ، واستهدافها لأكثر المأكلات الحيوية التى لا يمكن لأى ربة منزل الاستغناء عنها ، وبعد أن طبق السلطة ضرورة صحية أساسية على كل مائدة ، سيعاد التفكير في هذا الأمر بعد أن أصبحت مغامرة مجهولة العواقب.
''اى كولاى'' هى نوع من البكتريا التى يشيع وجودها في القناة الهضمية للانسان والحيوانات ذات الدم الحار ولهذه البكتريا انماط عديدة أغلبها غير ضار الا أن بعضها مثل نمط ''اى اتش اى سى '' يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة تنتقل عبر الغذاء.
وتنتقل هذه البكتريا إلى البشر من خلال تناول الاطعمة الملوثة مثل منتجات اللحوم النيئة أو التى لم يتم طهيها جيدا وكذلك الالبان ويمكن لهذا النمط من بكتريا ''اى كولاى'' ان ينمو فى درجة حرارة تتراوح ما بين 17 الى 50 درجة مئوية اما درجة الحرارة المثالية فهى 37 درجة مئوية.
فيروس شديد المقاومة
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن "إي كولاي" التى تسبب في اصابات بلغ عددها 2500 حالة في أوربا , ليس لها أي شبيه و أنه طفرة قاتلة لفيروس "آى كولاي" الأصلي الذي كان معروفا و هناك علاج و لقاح له , لكن كل هذه العلاجات غير فعالة أمام فيروس E.COLI الجديد الذي يبدي مقاومة شديدة لها.
بكتيريا "إي كولاي" المعوية تتسبب بإسهال دموي وفشل كلوي و بأعراض مرضية غير مسبوقة تؤدي للإضرار بالجهاز العصبي والمخ ، هذا ما أفاد به خبراء حذروا أيضا من انتشار مرتقب للمرض قالوا أنه سيكون كارثياً.
وبالرغم من أن هذا الفيروس لم يصل إلى بعض الدول العربية إلا أن الخطر والخوف قائم، وخاصة بعد ظهور حالة اشتباة اصابة بالبكتريا لسائح المانى بمرسى علم في مصر.
لذلك أصدرت وزارة الصحة المصرية منشوراً لكافة المديريات يشتمل على كافة المعلومات حول بكتريا ''اى كولاي'' من حيث طرق العدوى واعراض المرض ومدة الحضانة وطرق الوقاية والمكافحة والاجراءات الوقائية وغيرها .
وأشار البيان إلي أنه لابد للمتعاملين مع الأطعمة اتباع الممارسات الدولية المعتمدة والقواعد العامة لنظافة الغذاء التى اعتمدتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للوقاية من انتقال عوامل العدوى المسئولة عن الكثير من الأمراض المنقولة بالطعام.
أعراض الإصابة
وتتمثل أعراض الاصابة بهذا النمط فى تقلصات فى البطن واسهال قد يتفاقم فى بعض الحالات الى اسهال مزمن كما تظهر اعراض القيىء والحمى ، وتترواح مدة الحضانة لهذا النمط من البكتريا بين ثلاثة إلى ثمانية أيام ويشفى المريض عادة فى حوالى عشرة أيام إلا أن نسبة قليلة من المرضى ولاسيما الأطفال الصغار وكبار السن قد تؤدى العدوى بعم إلى مرض مهدد للحياة مثل متلازمة (اتش يو اس) المسببة للفشل الكلوى الحاد والانيميا ونقص الصفيحات الدموية.
ويذكر أن لا يعرف بشكل دقيق حجم الاصابات حول العالم بعد وفاة 16 حالة فى ألمانيا, وجرى التحذير من الخضر الطبيعية التي تستهلك على نحو كبير من جميع الطبقات ومتبعي الحميات الغذائية , وحظرت الدول استيراد الخضار من جميع الدول الأوروبية بعد أن كان الحظر مقتصرا على اسبانيا و ألمانيا.
وعن طبيعة "الإي كولاي" وكيفية التعامل معها يقول د. محمد سعد عبد اللطيف أستاذ الكمياء الحيوية بجامعة القاهرة للهنّ : "الإي كولاي" بكتريا موجودة بصورة طبيعية في أجسامنا وتحديداً فى القولون بأعداد محدودة ، وإذا زادت كميتها تسبب بعض الاضطرابات المعوية كالإسهال ، وفي حالة تلوث الماء بالصرف الصحي يتم الكشف فى المعامل البكتيرية عن وجود "الإي كولاي" خلال الاختبارات المعملية وبصفة عامة هذه البكتريا غير مميته.
وأوضح د. عبد اللطيف أن التدخل بالتعديل الوراثي للنباتات والخيار الذي يتم زراعته في صوبات يتم زراعته في بيئة ذات برطوبة عالية مهيئة لبكتريا الإي كولاي التى تنمو هناك ، وتغير الصفة الوراثية للنبات أدى إلى تغيير السمة الطبيعية للإي كولاي الطبيعي وتسبب في تطورها ، وساعد في ذلك أيضاً استخدام كميات كبيرة من "المبيدات الفطرية" بنسب تركيز عالية وبالتالي أصبحت بكتريا تحمل سموماً مجهول ، وحوادث الوفاه التى حدثت فى العالم ، لم يتم التعرف منها على طبيعة المواد السامة حتى يمكن مقاومتها والتعامل معها بعلاج أو مصل مناسب .الهندسة الوراثية
نستطيع القول بحسب د. عبد اللطيف أن سبب هذه الكارثة هي العبث فى الطبيعة بالهندسة الوراثية والتنوعات المختلفة للكيماويات ، ومع كل هذه المتغيرات المميتة ووقوف العالم أمامها مكتوف الأيدي تتراجع أوروبا وتعود من جديد إلى كل ما هو طبيعي وخاصة بعد ظهور سلبيات وعيوب أخري لمنعها حتي لا تصل إلى هذه الدرجة من الخطر ، لافتاً الانتباه إلى أن أي بكتريا طبيعية ضعيفة وتتكون من خلية واحدة ولكن طبيعتها تتغير بسهولة.
وينصح د. عبد اللطيف بضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات الوقائية لتفادي الإصابة ببكتريا الإي كولاي ، وذلك بغسيل الخضروات الطازجة بالنقع في الماء في وسط حمضي بإضافة ملعقة كبيرة من ملح الليمون او ملعقتين طعام خل ، أو التسخين أو الطهي ، وهي من أكثر الطرق التي تقضي على البكتريا نهائياً من خلال الحرارة المرتفعة أو الوسط الحامضي.
المصدر
شبكة الاعلام العربية
