على الرغم من المحاذير التي تحدق بالولادة عن طريق العمليات القيصرية، الا ان نسبة النساء اللواتي يلجأن اليها في تزايد مستمر، من دون التفكير بالسلبيات المحتملة.
تقول الطبيبة النسائية ارمغارد ربهولز في برلين، لا بد من الاعتراف بان الولادة القيصرية هي عملية جراحية لا يجب الاستهانة بها مع ذلك فمعظمها يتم من دون اية اشكاليات تذكر. كما أشارت الى نسبة الاطفال الذين يولدون بهذه الطريقة في العالم يرتفع. ففي العام الماضي لوحده ولد في المانيا عبر العملية القيصرية طفل من كل ثلاثة اطفال، وكان الامر قبل عشرين عاما مختلفا تماما ولم تتعد النسبة ال16 في المائة وتتم لاسباب اضطرارية، لكن منذ اواخر تسعينيات القرن الماضي زادت النسبة لتتخطى ال33 في المائة اي انها تضاعفت، لان الكثير من النساء في المانيا يرغبن العملية القيصرية بسبب الخوف من الالم او احتمال حدوث تعقيدات أثناء الولادة العادية، وكانت ولاية وستفاليا في مقدمة القائمة، بينما في هولندا فان كل ولادة من سبع ولادات تكون قيصرية.
وتذكر الطبيبة النسائية انه ورغم بساطة العملية القيصرية الا انها مرتبطة ببعض المشاكل، فقد تتعرض ببعض الاعضاء الداخلية في منطقة البطن للاذى، وكثير ما تفقد الحامل عند الولادة بهذه الطريقة كمية اكبر من الدم مقارنة مع ما تفقده خلال عملية ولادة طبيعية، وتبقى في المستشفى بسبب الجرح مدة اطول، وهذا يرفع التكاليف.
لكن ما سبب تزايد عدد العمليات القيصرية؟
تقول الطبيبة الى جانب الظروف الصحية التي تدفع الى إجراء مثل هذه العملية فان نسبة النساء اللواتي يحملن ويدرجن على لائحة الحوامل الأكثر عرضة للمخاطر أصبحت أعلى ، لان المعدل المتوسط لعددهن قد ارتفع مقارنة مع السابق، اي انهن يصبحن امهات في سن متقدمة( 30 وحتى 45 سنة) وبسبب اللجوء الى حبوب منع الحمل فان نسبة المواليد التوائم في زيادة وهذا عنصر يدفع الى عملية قيصرية، لكن كل ذلك ليس السبب الوحيد لارتفاع عدد العمليات القيصرية فهناك نسبة لا باس بها تلجأ اليها لانها اقل اربكا واسهل.
وتضيف، هناك بعض النساء يرغبن بالعملية القيصرية لانهن قد خططنا لحياتهن بشكل يتناسب مع وضعهن الوظيفي والاجتماعي، ولا يرغبن في حمل من دون مراقبة لان ذلك يخيفهن. عدا عن ذلك يخشى الأطباء من توجيه حوامل اليهم تهمة عدم تقديمهم النصيحة الطبية الجيدة، اي اجراء العملية القيصرية اذا ما رغبت في الولادة الطبيعية وحدثت مشاكل خلالها.
وقد تكون هذا الرغبة نابعة عن الوضع المالي للحامل او الخوف من العملية الجراحية، لكن ذلك لا ينطبق على المانيا، فالقوانين فيها تدفع معظم المستشفيات للموافقة على اجراء هذه العملية حتى ولو لم تكن هناك حاجة ملحة اليها ، لذا تعتقد بربارة شتفنس وزيرة الصحة في ولاية وستفاليا شمال الراين، حيث نسبة الولادات بعملية قيصرية هي الاعلى في المانيا، تعتقد ان نسبة لا بأس بها من الولادات القيصرية ليست لها اسباب صحية، لكن كما يبدو يعثر الاطباء على اسباب لتبريرها بهدف المكاسب المالية، لذا تريد الان تحديد اجراء العمليات القيصرية بانشاء مؤسسة سيطلق عليها اسم "مركز المرأة والصحة" للعمل على تقديم النصائح وخفض عدد عمليات الولادة القيصرية.
ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان نسبة الولادات القيصرية في العالم تصل الى ما بين ال10 الى 15 في المائة ، لكن الولادات في البلدان الصناعية تتعدى هذه النسبة، والبلدان النامية ما دونها، ففي الوقت التي تجرى فيه سنويا ثلاثة ملايين عملية جراحية في البلدان الفقيرة بسبب الحاجة اليها فان العدد في البلدان الغنية والصناعية مضاعف، ونسبة كبيرة منها لا داعي اليها،وهذا ينطبق ايضا على المانيا.