يحتوي البروتين المستخلص من نبات الأرز على جينات بشرية يمكن أن يستخدم في المستشفيات لمعالجة ضحايا الحروق ومساعدة المرضى الذين فقدوا كميات كبيرة من الدم. ويزعم العلماء أصحاب دراسة حديثة أن هذا البروتين سيقدم بديلاً آمناً لمنتجات من التبرعات الدموية البشرية الشحيحة بسبب تناقص أعداد المتبرعين وتجنب الحاجة إلى إجراء فحوص للكشف عن أمراض مثل الإيدز والتهاب الكبد.
يشار إلى أن بريطانيا تحتاج حالياً إلى نحو مليون ليتر دم كل عام لكنّ 4% فقط من السكان مؤهلون للتبرع. والجدير بالذكر أن الدم المتبرع به يتم فصله إلى ثلاثة مكونات -خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي تستخدم في المساعدة في تجلط الدم، والبلازما المكون الرئيس لبروتين يدعى ألبومين المصل البشري- تعطى للمرضى الذين يعانون فقداناً كبيراً في الدم.
ويعتبر بروتين ألبومين المصل البشري أغزر بروتين في الدم البشري ويقوم بوظائف هامة بما في ذلك نقل الهرمونات والمعادن إلى جميع أنحاء الجسم واجتثاث السموم الضارة من مجرى الدم والمساعدة في تنظيم ضغط الدم. ويقول الدكتور دايتشانغ يانغ الذي قاد فريق البحث في جامعة ووهان في الصين، إن بروتين ألبومين المصل البشري من الأهمية بمكان حتى إن الطلب عليه يقدر بأكثر من 500 طن سنوياً في جميع أنحاء العالم. والإنتاج التجاري الحالي منه يعتمد في المقام الأول على البلازما البشرية المجمعة والتي تكون محدودة الكمية لكنها مطلوبة طبياً بكميات كبيرة.
وأضاف يانغ أن هناك أيضا قلقاً متزايداً على الصحة العامة من ألبومين المصل البشري المستمد من البلازما نظراً للخطر المحتمل لنقله مسببات الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد والإيدز. طور الدكتور يانغ وزملاؤه طريقة تقوم على غرز جينات بشرية في أرز آسيوي باستخدام البكتيريا، وهو ما يحول النبات إلى مصانع بيولوجية تستطيع إنتاج بروتينات مطابقة لتلك الموجودة في البشر. وقد أظهرت هذه الدراسة نجاحاً في غرز الحمض النووي لألبومين المصل البشري وكان البروتين المنتج مطابقاً كيميائياً وفيزيائياً لذاك الموجود في الدم. كما يعمل فريق البحث على اختبار سلالة أرز معدلة وراثيا تنتج بروتينات مشابهة للأنسولين لاستخدامها في علاج مرض السكري.
المصدر:ايلاف