وينبع كثير من المشكلات التي تواجه الأطفال حديثي الولادة من عدم التكيف مع الظروف البيئية الجديدة خارج الرحم سواء للولادة المبكرة أو نتيجة لولادة متعثرة أو عيوب خلقية شديدة تمنع أجهزة الجسم من ممارسة وظائفها بالكفاءة اللازمة.
خصائص حديث الولادة يتراوح وزن الطفل الطبيعي ما بين 3 إلى 3.5 كيلوغرام، ويكون طوله ما يقرب من 50 سم ومحيط الرأس لديه نحو 35 سم ومحيط الصدر 33 سم، ويميل وضع الرضيع عامة إلى الانثناء في ما يشبه الوضع الجنيني داخل الرحم. ويكون لون الجسم ورديا، وهو اللون الطبيعي للمواليد، وفى حالة إذا كان لون المولود يميل إلى اللون الأزرق تكون هذه علامة لنقص الأكسجين في الدم، وتستدعي الدخول الفوري لغرفة العناية المركزة الخاصة بالرضع.
الرأس والصدر:
* الرأس. تكون جمجمة الرضيع من عظيمات منفصلة يتصل بعضها ببعض عن طريق ما يشبه المفصلات الصغيرة (sutures)، ويمكن إحساسها عند تمرير الأصابع عليها، وكذلك توجد فجوة عظمية في مقدمة الجمجمة (anterior fontanel) من نحو 4 إلى 5 سم، ويمكن إحساسها باللمس، وتقل هذه الفجوة العظمية تدريجيا وتختفي تماما عندما يبلغ الطفل عاما ونصفا تقريبا، ويمكن ملاحظة بروز هذه الفجوة أثناء بكاء الطفل الشديد، وهو شيء عادي ومألوف تماما، وفى الأغلب يوجد تورم في رأس الطفل، خصوصا في حالات الولادة الطبيعية لإمكانية حدوث كدمات أثناء الولادة، وهذا التورم يختفي تدريجيا ولا يحتاج إلى أي علاج، وكذلك يكون وجه الطفل متورما أيضا، خصوصا حول الجفون، وهذا التورم أيضا يزول تدريجيا، ومن هنا يمكن ملاحظة التغير في شكل ملامح وجه الطفل من لحظة الميلاد وبعد ذلك بأسبوع تقريبا، وبالنسبة للأذن لا تكون غضاريف الأذن مكتملة النمو تماما، وهو ما يجعل أذن الطفل ناعمة بعض الشيء.
* الصدر. يكون صدر الطفل ضئيل الحجم ويمكن ملاحظة حركته أثناء الشهيق والزفير، وتبلغ عدد مرات التنفس نحو 40 مرة في الدقيقة، ويأخذ أول نفس بعد الولادة بنحو 10 ثوانٍ، وكذلك يمكن أن يكون حجم الثديين كبيرا في حديثي الولادة سواء من الإناث أو الذكور نتيجة لمرور هرمون الأنوثة (الاستروجين) للجنين أثناء الحمل، ويمكن أحيانا ملاحظة وجود سائل يميل إلى اللون الأبيض ينزل من حلمة الثدي وهو ما يعرف بحليب الساحرة (witch›s milk)، وفى الأغلب يعود الثدي إلى حجمه الطبيعي في خلال أسابيع قليلة.
القلب والجلد:
* القلب والأوعية الدموية. يكون نبض الرضيع سريعا يصل إلى ما بين 120 و140 نبضة في الدقيقة، أي ما يقرب من ضعف المعدل الطبيعي للبالغين، ويكون ضغط الدم 60 - 80 ملم زئبق ويمكن سماع لغط مؤقت (أصوات غريبة غير النبضات الطبيعية)، ولكن هذا اللغط لا يعني أي مشكلات طبية.
* الجلد والشعر والأظافر. يكون جلد الرضيع مغطى بمادة بيضاء سميكة تشبه العجين (vernix caseosa)، ولكن هذه المادة تزول من الجلد بمجرد تنظيف الجلد، وأحيانا يمكن وجود بقع زرقاء في أماكن متفرقة من الجسم مثل الظهر والأرداف، وهذه البقع ليس لها أي أهمية وتختفي قبل السنة الأولى من عمر الطفل. وأحيانا يوجد شعر خفيف يعرف بالشعر الجنيني (lanugo hair) على الوجه والكتفين والظهر في بعض حديثي الولادة، خصوصا المبتسرين، ويختفي هذا الشعر في الأغلب في غضون أسابيع قليلة من الولادة.
* الأعضاء الجنسية. بالنسبة للذكور تكون الخصيتان في كيس الصفن، ويمكن أيضا إجراء الطهارة في اليوم الأول من الولادة، وبالنسبة للإناث تكون الأعضاء الجنسية الخارجية متورمة وأحيانا يمكن نزول دم من المهبل يستمر لأيام قليلة ثم يختفي نتيجة لمرور هرمون الاستروجين من الأم إلى الرضيعة أثناء الحمل.
أجهزة الجسم:
* الجهاز العصبي. ينام الرضيع في بداية حياته ما بين 18 و20 ساعة يوميا، وتكون الحواس الخمس تطورت بالشكل الملائم. وكذلك يوجد ما يعرف بردود الأفعال العصبية الجنينية البدائية (Primitive Neonatal Reflexes).
* الجهاز البولي والهضمي. يبدأ الكبد في إنتاج مواد لتجلط الدم ولكنها لا تعمل بالكفاءة الكاملة قبل عدة أسابيع، وأيضا يبدأ الكبد في إنتاج الإنزيم اللازم للاتحاد مع الكميات الزائدة من صبغة البليروبين، ولكنه لا يكون مكتملا بالشكل الكافي، وهو ما يتسبب في ظهور الصفراء الطبيعية (physiological jaundice)، التي تظهر عادة في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة وتختفي تلقائيا بعد نحو أسبوع ولا تحتاج إلى أي علاج، ولكن إذا ظهرت الصفراء في اليوم الأول فإنها تكون مرضية ويجب التعامل الفوري معها.
وكذلك تبدأ أمعاء الرضيع في العمل بعد الولادة ويكون شكل البراز في أول الأمر مائلا إلى السواد (Meconium)، (وهو شيء طبيعي ويتكون من المواد التي دخلت الجهاز الهضمي للجنين أثناء وجوده في الرحم، وهو عبارة عن خلايا ومخاط وبعض من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين)، ثم يظهر البراز العادي في نحو اليوم الرابع.
* الكلى. تبدأ في تركيز البول ولكن بكفاءة أقل من البالغين، ويكون حجم البول نحو 15 مل في اليوم الأول، ويزداد تدريجيا حتى يصل من 100 إلى 300 مل يوميا.
العناية بالوليد:
* تشمل العناية الروتينية بالجنين وجوب حمل الرضيع من الأرجل مع وضع الرأس إلى أسفل فورا بعد الولادة مما يساعد على نزول الإفرازات والسوائل الموجودة بالفم والأنف والبلعوم وكذلك المخاط والدم والسائل الأمنيوسي، حيث إن نزول هذه السوائل ضروري لتنقية الممر التنفسي، وكذلك يعمل على حث بداية التنفس. يجب تدفئة الرضيع بفوطة معقمة وتسليمه لطبيب الأطفال الذي يقوم بعمل تشفيط لبقية الإفرازات والسوائل من الفم والأنف، ويقوم طبيب الأطفال بعمل تقييم للرضيع وتقرير إذا كان يحتاج إلى نوع معين من العناية الصحية من عدمه عن طريق ما يسمى بمقياس أبغر (Apgar Score)، وهو عبارة عن اختبار بسيط وسريع يتم إجراؤه للرضيع في أول خمس دقائق بعد الولادة، ويتناول خمس نواحٍ هي النبض والتنفس وقوة العضلات ولون الجلد ودرجة الاستثارة العكسية، ويتم تقييم كل ناحية بدرجات تتراوح من 0 وحتى 2، ويتم جمعها لتكون النتيجة من 10 درجات. والرضيع الطبيعي السليم يحصل على متوسط من 7 إلى 10. وفى حالة الرضيع السليم يتم تسليمه إلى أمه ويجب أن تبدأ الأم في الرضاعة مباشرة كلما أمكنها ذلك. يتم تعقيم جلد الطفل بالكامل وكذلك الحبل السري عن طريق قطن معقم مبلل بالكحول أو أي مطهر آخر، وبعد ذلك يتم لف الطفل في بطانية للتدفئة ثم يتم أخذه للحضانة.
يستحسن استعمال قطرة طبية للعين بشكل وقائي نتيجة لإمكانية تعرض العينين للالتهاب أثناء الولادة، ويتم حقن جميع الرضع بفيتامين ك في العضل لمنع النزيف.
الشرق الاوسط