الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

المضادات الحيوية أكذوبة لعلاج نزلات البرد





هناك سلالات جديدة من الفيروسات تتكون في فصل الشتاء بالتحديد، لذا يلجأ الكثيرون في مثل هذه الحالات إلى المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن المضادات تدمر جهاز المناعة.
كل هذه الحقائق المفزعة وغيرها من الأسرار التي تحميك من الإصابة بالبرد كانت موضوع ندوة "سلامتك من البرد" للدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بقصر ثقافة روض الفرج.

في البداية .. أوضح الدكتور مجدي بدران أن المضادات الحيوية ليس لها أى تأثير على فيروسات البرد فهى ضد البكتيريا وليس لها أي فائده ضد الفيروسات، وبالتالي هى مضيعة للوقت والجهد والمال, بل تقلل من مناعة المصابين بالبرد.

وأشار إلى أن هذه الفيروسات تعد من أهم أسباب الإصابه بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي، خاصةً الأطفال أقل من سنتين، حيث تصيب 64 مليون طفل في العالم سنوياً.

وحذر بدران من خطورة "مجموعة الأنفلونزا" والتي تتضمن ( الأسبرين، مضاد حيوي، مضاد للحساسية)، حيث أنها تؤثر على المصابين بالحساسية، وتقلل المناعة، وتسبب النوم، بالإضافة إلى أنها لا تعالج نزلات البرد.

الثوم والبصل.. مضادات حيوية

أكد الدكتور مجدى بدران على أهمية تناول الثوم الطازج، لأنه يحتوي على مادة "الأليسين" التي  تعمل كمضاد حيوي طبيعي, إضافة لكونه مضاد للفطريات والفيروسات, كما أنه طارد للبلغم, ويساعد على رفع مناعة الجسم.

كما أوضح بدران أن البصل يرفع المناعة، لأنه غني بـ"الكيورسيتين" وهو من الفلافونويدات الطبيعية الذي تزيد من مناعة الجهاز التنفسي، كما أنه يحافظ على سلامة الخلايا وحيويه الأنسجة، بالإضافة إلى أنه مضاد للحساسيه ويمنع إفراز "الهيستامين"، كما أنه مانع للسرطانات فهو يمنع نشأه الخلايا السرطانيه وتكاثرها ويقتلها بكفاءه وله القدره على شل الخلايا السرطانيه وظيفياً.

ويحمي الكوليسترول المفيد للجسم من التدمير بالأكسده ويحمي من تصلب الشرايين، كما يحافظ على متانه الأغشيه الخلويه التي تغلف الخلايا وتمنع التدمير الذي يحدث مع الإلتهابات والسرطانات و الملوثات البيئيه.

"الكانديدا" من أسرار العلاج

أشار بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أن "الكانديدا" أكثر أنواع الفطريات انتشاراً في مرضى نقص المناعة وهى نوع من الفطريات توجد في الطبقات السطحية للأغشية المخاطية كبطانة الفم والمريء والأمعاء والقناة التناسلية وتنمو "الكانديدا" في المناطق الرطبة المظلمة مثل الفوط والملابس الرطبة.

وتنتهز "الكانديدا" فرص نقص المناعة خاصةً مع الإصابة بالتوتر أو الإيدز أو السرطان وسوء التغذية وتناول المضادات الحيوية فإنها تتكاثر وتنتج سموماً تهدم الجدار المعوي فتتسلل إلى الدم ومنه إلى كافة إنحاء الجسم.

ويضيف أن سموم "الكانديدا" تعمل على الشعور الدائم بالتعب وفقدان الشهية وانتفاخ البطن و الحساسية وانتشار بقع بيضاء متقشرة على الجلد والتهابات بالأظافر.

ويؤكد بدران أنه يستخدم الثوم في علاج حساسية فطريات "الكانديدا" بتناول الثوم وخلطة بالبقدونس أو الشمر للتخلص من رائحته نزلات البرد.

عوامل تزيد الإصابة بالبرد

- قلة النوم.. لأنه يرفع المناعة وخاصةً أثناء الليل، كما أنه ينشط هرمون "الميلاتوين" الذي يتم إفرازه أثناء الليل، كما أنه يخفض ضغط الدم والكوليسترول في الدم، ويحمي من مرض الزهايمر، ويؤخر عوارض الشيخوخة، ويخفض التوتر، ويقلل الصداع، ويحمي من الإصابة بالسمنة.

ولنوم جيد يوصي بدران بتناول الحلبة، الشمر، الزعتر، منتجات الألبان، السمك، الموز، التمر، الفول السوداني، العدس، فول الصويا، الذرة المشوية، الجزر، الثوم، البصل.

- نقص فيتامين "د" يسبب الإصابة بالبرد؛ لأنه يرفع المناعة المخاطية، ويؤكد بدران أنه مع انتشار أنفلونزا الخنازير ازدادت الحاجة لفيتامين "د"، حيث إنه يفيد مرضى الحساسية الصدرية المعرضون أصلاً لمضاعفات أنفلونزا الخنازير، كما أنه ينشط الجهاز المناعى خاصةً ضد الفيروسات جميعاً، وهام فى تشكيل خلايا الدم، الخلايا المناعية.

ويوجد فيتامين "د" في أشعة الشمس ومنتجات الألبان والبيض والسمك.

- التوتر يزيد الإصابة من حالات البرد؛ لأنه يقلل من مناعة الإنسان.
          
- التدخين يضاعف معدلات الإصابة بالبرد، فالمدخنون يعانون من تكرار الإصابة بنزلات البرد، وكذلك من زيادة فترات المرض، أما الأطفال المصابون بالبرد ويتعرضون للتدخين تزداد معدلات الأزيز (الصفير) وتزداد معدلات الأزمات التحسسية، مما يستلزم حجزهم بالمستشفيات، مشيراً إلى أن التدخين السلبي يؤدى بحياة 600 ألف شخص سنوياً، منهم 165 ألف طفل طبقاً لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية.

ويعلل بدران ذلك بتأثير التدخين الضار على خلايا الجهاز التنفسى وشلها للأهداب التى تحمى هذه الخلايا وتطرد الميكروبات بعيداًُ عنها لخارج الجسم, مما يجعل الخلايا بلا حماية من الميكروبات, إضافة إلى أن التدخين يقلل المناعة و يزيد من التحسس.

- التلوث يضاعف معدلات الإصابة بالبرد؛ لأنه يهيج الغشاء المخاطى للجهاز التنفسى ويمهد الطرق للعدوى بفيروسات البرد، كما أن وجود التلوث مع الفيروسات يعنى المزيد من أزمات الربو.

وأوضح بدران أنه كلما زادت نسبة "أكسيد النيتريك" الناتج من عادم السيارات فى الهواء زادت معدلات الحجز فى المستشفيات وزادت معدلات إصابة الأطفال بإلتهابات الحلق ونزلات البرد.

انتشار العدوي
             
- التلامس اليدوى من الشخص المصاب إلى السليم أو تعرضه للسعال والعطس، حيث تنطلق العطسة بسرعة 600 ميل في الساعة، ويحتوى على ما يتراوح بين 40 و50 ألف قطيرة.

- الأسطح التي نلمسها (الطرابيزات, التليفونات العامة, الحنفية، أكواب المياه ...... ) نصفها على الأقل ملوث بفيروسات البرد، كما أن هذه الفيروسات تعيش على الأسطح لعدة ساعات.

- ليفة حوض المطبخ ومنشفة المطبخ تقدمان فيروسات البرد علي طبق الطعام لأفراد الأسرة‏ بسبب الدفء والرطوبه.

- ربما تحدث العدوى بدون أعراض فى حوالي 20 % من الحالات، ويستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي 24-48 ساعة وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض.مضاعفات فيروسات البرد

أوضح بدران أن فيروسات البرد تتسبب في مضاعفات مثل، التهابات بالجهاز التنفسي العلوي،      التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفيه، كما تسبب تهيج حالات الربو الشعبي وتسبب التهاب الشعب الهوائيه خاصة في الرضع وناقصي المناعه والمسنين.

وربما تحدث العدوى بدون أعراض في حوالي 20 % من الحالات: وهؤلاء ينقلون العدوى للأخرين بسهولة , يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي 24-48 ساعة.

وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض، كما تؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيمائية المضيقه للشعب الهوائيه، وهذا يفسر إرتباط  البرد بأزمات حساسية الصدر المتكررة، حيث تتفاعل الشعب الهوائيه بصوره حساسه مع البرد فتضيق الشعب الهوائيه فيصاب المريض بالنهجان والكحه وتزييق الصدر.

غذاء ضد برد الشتاء

من المعروف أن فيتامين "سي"  يرفع المناعة ويقي من البرد ومضاعفاته, و تبين حديثاً أن الذين يعانون من نقص فيتامين "سي" تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12%.

ومصادره: الجوافة, الكيوي, البروكلي, الفلفل الرومي, البرتقال, الليمون, اليوسفي،

كما أن الخضروات الطازجه والفواكه هامة للمناعة المخاطية، كما أنها تعتبر خط الدفاع الأمامي للجهاز التنفسي الذي يعتبر مسرح العمليات الخاص بالبرد والأنفلونزا.

ويعتبر العسل مصدراً هاماً للطاقه( خاصةً مع فقد الشهية مع البرد)، كما أنه يقلل من الاحساس بالتعب، فهو يساعد في علاج احتقان الحلق والحنجرة وإخراج البلغم.

وأوضح بدران أن الأصحاء الذين يتمتعون بمناعة جيدة يتخلصون بسرعة من فيروسات البرد.

المصدر:شبكه الاعلام العربيه