أفاد مسؤول في مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني بأن نحو 117 ألف وفاة
عام 2010 سببتها حالات وأمراض كان يمكن معالجتها أو منعها بالرعاية الصحية
الجيدة.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها
مكتب الإحصاءات الوطني مثل هذه الأرقام عن الوفيات التي يمكن تجنبها.
وتشمل الأرقام وفيات من بعض السرطانات والانتحار والسل والخمر والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة (إيدز) من بين أمور أخرى.
ويتضح من الأرقام أيضا أنه منذ عام 2001 كان هناك انخفاض لأكثر من الربع
في الوفيات الممكن تفاديها، انخفاضا من 243 حالة وفاة لكل مائة ألف شخص في
عام 2001 إلى 183 لكل 100 ألف في عام 2010 في إنجلترا وويلز.
ويفيد تقرير مكتب الإحصاءات بأن معدل الوفيات الممكن تجنبها أعلى لدى الرجال من النساء، وأعلى في مدينة ويلز منه في إنجلترا.
وقال جون ميدلتون نائب رئيس السياسات بكلية الصحة العامة، إن "هذه
الأرقام تبين أن الأشخاص الذين يموتون من الأمراض التي يمكن تفاديها أكثر
من اللازم في إنجلترا وويلز. وعدم المساواة في الدخول والفرص يعني أن أفقر
الناس في المجتمع غالبا ما يكونون الأسوأ صحة".
وأضاف ميدلتون "وبما أننا جميعا مسؤولون عن صحتنا الشخصية فإن هذه
البيانات تذكرنا بسبب احتياجنا لمهنيين مهرة في الصحة العامة للتأكد من أن
القرارات الكبيرة بشأن صحتنا تُبنى على أدلة ما ينفع. كما أننا نحتاج إلى
إستراتيجية شاملة من الحكومة لحماية صحة الناس. وهذا ينبغي أن يشمل وضع
بطاقات تمييز الأطعمة بطريقة تمييز الإشارات الضوئية لجعل الأمر أسهل في
انتقاء الخيارات الصحية وتحديد أدنى سعر لكل وحدة كحولية لتقليل المضار
التي تسببها وتطبيق طريقة العبوات الواضحة لكل منتجات التبغ".
وأشارت الصحيفة إلى أن تعريف مكتب الإحصاءات الوطني للوفيات الممكن
تفاديها هو عندما يمكن تفادي كل أو معظم الوفيات من خلال الرعاية الصحية
الجيدة أو تدخلات الصحة العامة على أوسع نطاق، وذلك في ضوء المعرفة
والتقنية الطبية في وقت الوفاة.
وأفاد التقرير بأن هذا الأمر خاضع لقيود السن، ومثال ذلك أن وفيات السرطان فيما دون سن الـ75 تعتبر من الممكن تفاديها.
وأكبر سبب منفرد للوفاة الممكن تجنبها كان من مرض القلب الذي تسبب في
21800 حالة وفاة عام 2010. وكان مرض القلب هو السبب الرئيسي للوفيات الممكن
تجنبها لدى الرجال، ولدى النساء كان السبب هو سرطان الحلق والرئة.
وذكر التقرير أن أكبر انخفاض في نسبة الوفيات الممكن تجنبها كان في
أمراض القلب الوعائية، التي تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، التي
انخفضت لنحو النصف بين عام 2001 و2010 والتي يُعزى معظمها لاستخدام
الستاتين، وهو نوع من العقاقير المستخدمة في خفض مستويات الكولسترول.
ومن جانبها قالت وزيرة الصحة العامة آن ميلتون إن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد كي تتاح للجميع نفس الفرصة ليعيشوا حياة صحية.
وأضافت "ولهذا فإننا نعيد تركيز جهودنا على منع المرض والتشخيص المبكر
بتوفير أفضل علاج لدى هيئة الخدمات الصحية والتعامل مع الأسباب الاجتماعية
الأوسع لاعتلال الصحة والوفاة المبكرة. فعلى سبيل المثال، نحن نعرف أن
الأمراض المتعلقة بالخمر في تزايد ولهذا السبب وضعنا خططا في إستراتيجيتنا
الكحولية لتغيير الموقف بشكل جذري ضد الإسراف في شرب الخمر وتقليل عدد
الذين يعاقرونه إلى مستويات مضرة".