الثلاثاء، 26 يونيو 2012

«صحة أبوظبي» تسجّل 2731 إصـــــــابة ملاريا من خـارج الدولة في 2011


كشفت إحصاءات هيئة الصحة في أبوظبي، عن تسجيل 2731 حالة إصابة بمرض الملاريا من خارج الإمارة العام الماضي.

وأكد مسؤول أول الأمراض السارية في الهيئة، الدكتور أحمد عبدالله، عدم تسجيل أي حالات مكتسبة من داخل الدولة أو أي عملية انتقال أو عدوى منذ عام .1997
 
وأضاف على هامش ورشة عمل تدريب فنيي المختبرات على تشخيص مرض الملاريا، أمس، أن معظم الحالات المصابة جاءت من باكستان في الدرجة الأولى، تليها الهند والسودان، حسب نظام البلاغات الإلكتروني لهيئة الصحة.

ولفت إلى أن معظم حالات الملاريا المبلغ عنها غالباً تكون من شبه القارة الآسيوية بنسبة (97.7٪)، وعدد قليل منها من إفريقيا - وجنوب الصحراء بنسبة (2.3٪)، موضحاً أنه بحسب الجنسيات الوافدة إلى إمارة أبوظبي وأسماء الدول يصبح ترتيبها من حيث الإصابة (باكستان، الهند، السودان، أفغانستان، بنجلادش، النيبال، إثيوبيا، الصومال).

وقال عبدالله لـ«الإمارات اليوم»، إن الدولة حصلت على شهادة خلوها من أي حالات ملاريا مكتسبة محلياً من منظمة الصحة العالمية في عام ،2007 ومن أجل الحفاظ على خلو الدولة من أي حالات ملاريا مكتسبة محلياً بسبب وفود الجنسيات المختلفة إلى الدولة، تنظم هيئة الصحة في أبوظبي ورشة عمل لتدريب فنيي المختبرات الطبية على تشخيص مرض الملاريا بطفيلياته المختلفة بهدف الحفاظ على تلك المرتبة.


وأوضح أن الورشة ستمكن فنيي المختبرات من الحصول على التدريب الكافي والتقنية في التشخيص المجهري للأنواع المختلفة من طفيليات الملاريا التي تتسبب في المرض عند البشر، إذ إن التشخيص الدقيق لطفيل الملاريا يمكن الأطباء من وصف العلاج الموصى به ومنع حدوث أي مضاعفات أو انتكاسات أو ظهور للمرض مرة أخرى بعد إعطاء العلاج

وأفاد عبدالله بأن طفيل الملاريا من نوع «الفايفاكس» مسؤول عن 82.5٪ من جميع حالات الملاريا المبلغ عنها في إمارة أبوظبي، وتالياً عدم التشخيص الدقيق لهذا النوع من الطفيل سيؤدي إلى عدم وصف العلاج الموصى به للقضاء على طور الطفيل الكامن في كبد المريض، ما ينتج عنه انتكاسة وعودة المرض في غضون بضعة أشهر أو حتى سنوات بعد تلقي العلاج الأولي.

وأشار إلى أن الإصابة بالطفيل من نوع «الفلسيبرم» قد تؤدي إلى مضاعفات وفي بعض الحالات يمكن أن تكون الإصابة قاتلة، لذلك سعت الهيئة من خلال ورشة العمل إلى رفع مستوى التشخيص، ما يساعد على الحافظ على سلامة المجتمع وخلوه من هذا المرض والحد من انتشاره.

وذكر أن خمسة أنواع من طفيل الملاريا تصيب الإنسان في الإمارات، أكثرها انتشارا «الفايفاكس»، لافتاً إلى أن أنثى البعوض تعد الناقل الرئيس للمرض، لذلك تعتمد الهيئة في مكافحة المرض على القضاء كيميائياً على أطوار البعوض قبل أن يصبح طائراً، إلى جانب مكافحة بيولوجية باستعمال الأسماك وتم تطبيقها في إمارة أبوظبي، والمنطقة الغربية، والعين، وتزرع الأسماك في أماكن وجود البعوض وتكاثره.

وبين عبدالله أن أنواع تلك الأسماك الثلابيا، والصد، وهما قادران على أكل يرقات البعوض، وتمت زراعة الاسماك بكثرة في منطقة العين الفايضة، ومنها تم توزيعها على بقية الإمارة في الخزنة والختم، وفي كل من ليوا ودلما والسلع في المنطقة الغربية، مؤكداً القضاء على جميع يرقات البعوض حال وجود هذه الأسماك، والتي تعد الطريقة المثلى للمكافحة، وهذه الطريقة مطبقة منذ الثمانينات.

وقال «نجري متابعة دورية على مواقع الباعوض، وتم تكليف شركات متخصصة للقيام بهذا الدور»، لافتا إلى أن تشخيص نوع طفيل الملاريا يحدد نوعية المكافحة والعلاج، والهيئة تجري تقصى وبائي لكل حالات الملاريا المبلغ عنها، وإعطاء العلاج الفعال الموصي به لضمان عودة الإنتكاسة مرة آخرى.

وتابع عبدالله «لا ينبغي أن يتعرض إنجاز دحر الملاريا لخطر إعادة إدخاله مرة أخرى من المناطق التي لا يزال المرض متوطناً فيها»، مضيفا أن معايير الهيئة للمختبرات السريرية التي تشخص الملاريا توجب أن يكون في المختبر فني مؤهل ومعتمد وذو كفاءة عالية لتشخيص مرض الملاريا.

ولفت إلى أن التحديد الدقيق لأنواع طفيل الملاريا هو حجر الزاوية للطبيب لعلاج المرض وفقا للمبادئ التوجيهية الموصى بها دوليا، وبناء على ذلك سيخضع جميع المشاركين في تدريبات ورشة العمل إلى امتحان ما قبل الدورة لتقييم مستواهم ومعرفتهم الحالية للتشخيص المجهري للملاريا كما أن لكل مشارك مجهره الخاص به للتدريب، ويسترشد المشاركين بالمعلومات المقدمة بواسطة المدربين للتعرف عمليا على خصائص كل طفيلي من طفيليات الملاريا، وسيكون لديهم المعرفة اللازمة لحساب وتقدير النسبة المئوية لطفيليات الملاريا في دم المريض، وبحلول نهاية الدورة سيحصل المشاركين على شهادة بالكفاءة على التشخيص المخبري للملاريا وسيتم تقديم الشهادة بعد اجتياز الامتحان النهائي.

التشخيص والعلاج

أفاد مسؤول أول الأمراض السارية في الهيئة، الدكتور أحمد عبدالله، بأن وباء الملاريا من مشكلات الصحة العامة على مستوى العالم، ويقدر عدد الحالات بنحو 300 -500 مليون حالة، في حين بلغ عدد الوفيات بسبب هذا المرض مليون حالة سنوياً، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية .2011 ويتسبب في مرض الملاريا أربعة أنواع من الطفيليات، ويتم انتقال العدوى في جميع الأنواع عن طريق لدغة أنثى بعوضة الأنوفيليس، وعلى الرغم من أن مرض الملاريا يمكن أن يكون شديداً وفتاكاً وقد يتسبب في العديد من الوفيات، إلا أنه يمكن الوقاية منه إلى حد كبير عندما يتم تشخيصه بدقة وأخذ العلاج المناسب له.أ