حول هذا الموضوع، تحدث إلى «صحتك» الدكتور موفق محمد سعيد طيب، استشاري أمراض المناعة والحساسية، أستاذ مساعد بكلية طب رابغ - جامعة الملك عبد العزيز، فأوضح أن هناك أمثلة كثيرة على مسببات الحساسية الجلدية عند العمال والمهنيين مثل النباتات التي تستخدم في تسوير المزارع أو تستخدم كعلف للماشية.
ومن هذه المواد ما يلي:
- العطور والمواد الحافظة المستخدمة في التجميل، حيث تكثر الإصابة بالحساسية عند العاملات في مجال التجميل والكوافيرات نتيجة التصاق المواد الكيميائية المهيجة للجلد بهم باستمرار وبشكل يومي.
- المعادن الرخيصة، مثل معدن النيكل، وهو مهيج شائع جدا في النساء نتيجة استخدام الجواهر رخيصة الثمن المصنوعة من النيكل، مثل الأساور وخرص الأذن وحلق الرقبة والخواتم أو الخلخال.
لذا؛ ننصح من ظهرت لديها أعراض حساسية الالتصاق نتيجة استخدام هذه الجواهر الرخيصة بعدم استعمالها أو شراء جواهر غالية الثمن كالذهب والفضة.
- مادة المطاط (Latex)، التي توجد في القفازات وبعض الأجهزة الطبية بالمستشفيات. وكذلك يوجد المطاط في المنازل في أشياء كثيرة كالبالونات واللهاية (مصاصة الفم) للأطفال والواقي الذكري (الكوندوم) وقبعة السباحة وغيرها.
وعليه، فتكثر الإصابة في العاملين في المستشفيات نتيجة لبس القفازات مثل الممرضات والأطباء أو المستخدمين لأي جهاز يحتوي على هذه المادة وأيضا في عامة الناس بالمنازل. لذا فإننا ننصح بلبس قفازات خالية من مادة المطاط (Latex Free) خلال ممارسة العمل الطبي اليومي.
- المواد الواقية من أشعة الشمس الضارة (Sunscreen)، التي يستخدمها السياح الذين يجلسون تحت الشمس طويلا عند البحر التي تحمي الجلد من حرق الشمس. إلا أنه وجد أن طبيعة البعض منها تتغير بالتعرض للشمس وتتحول إلى مادة مهيجة للجلد فتسبب حساسية الالتصاق فيكون هذا السائح قد نجا من حرق الشمس لكنه أصيب بحساسية الالتصاق لذا ننصح هؤلاء باستعمال واقيات من النوع الجيد الذي لا تتغير طبيعته بالتعرض للشمس لكي لا تصيبهم حساسية الالتصاق.
- الصبغات والمطاط المستخدم في تصنيع الملابس، حيث تكثر الإصابة بحساسية الالتصاق في مصانع الملابس أو المطاط نتيجة احتكاك جلد العاملين بهذه المواد خلال عملية التصنيع.
الزراعة والبناء - الزرع، حيث تكثر الإصابة بحساسية الالتصاق عند المزارعين والعاملين في مجال الزراعة فتصيب أولا يد المزارع بعد أن يمسك الزرع بيديه. لذا فإننا ننصح هؤلاء المزارعين إما بتغيير عملهم ليبتعدوا عن المهيج المسبب أو بلبس قفازات واقية خالية من المواد المهيجة للحساسية خلال الاحتكاك اليومي بالزرع.
- مادة الإسمنت، المستخدمة في البناء، حيث تكثر الإصابة في العمال الذين يعملون في البناء، وهذه المادة تسبب جفاف اليدين والقدمين. لذا فإننا ننصح العالمين في البناء لمن حدث لهم هذا النوع من الحساسية بتغيير عملهم إذا كان ذلك ممكنا أو بلبس قفازات لا تهيج الحساسية خلال عملية البناء.
ظهور الحساسية
* أوضح الدكتور موفق طيب أنه إذا تعرض شخص لأول مرة لمادة مهيجة للجلد لمدة 10 - 14 يوميا بشكل مستمر فإن حساسية الالتصاق تبدأ تتكون عنده بعد اليوم العاشر من تعرضه، وتظهر بشكل إكزيما في نفس الموقع الذي تعرض الجلد فيه لتلك المادة.
كما أن الرطوبة العالية أو درجة الحرارة العالية تزيد من إمكانية حدوث حساسية الالتصاق بشكل كبير لأن قابلية الجلد تكون قوية لحدوث الحساسية. وإذا تكرر تعرض الجلد لنفس المادة المهيجة مرة أخري فإن حساسية الالتصاق سوف تحدث لكنها تحتاج ما بين 24 و48 ساعة لتبدأ أعراضها في الظهور.
وإذا ابتعد المريض عن هذه المادة المهيجة فإنه يتعافى من هذه الحساسية بعد فترة وجيزة من الابتعاد عنها.
الأعراض
* يقول الدكتور موفق طيب إن الأعراض تتراوح في الشدة، وتختلف من مريض لآخر حسب نوعية الحالة، فتظهر الأعراض الخفيفة بشكل احمرار مؤقت في الجلد يزول بسهولة إذا تجنب المريض ذلك المهيج. أما الأعراض الشديدة فتظهر بشكل انتفاخات شديدة في الجلد مما يؤدي إلى ظهور أعراض شديدة أيضا مثل حكة شديدة في موضع التعرض للمهيج وتجمعات مائية على الجلد تخرج منها سوائل وقشور باستمرار وتجعل الجلد معرضا للالتهابات بالإضافة إلى تصلب وزيادة سمك الجلد نتيجة الالتهابات المزمنة فيه.
وهذا النوع من الحساسية يمر بعدة مراحل هي:
* المرحلة الحادة، وتكون في بداية المرض ويبدو الجلد محمرا جدا.
* مرحلة اشتداد المرض، فيتحول الجلد الأحمر إلى انتفاخات في الجلد تخرج سوائل وقشورا.
* المرحلة الأخيرة، تحدث بعد فترة طويلة ومع استمرار التعرض لنفس المهيج فيجف الجلد ويصبح سميكا ويكون قشورا كثيرة وتشققات جلدية.
ويضيف الدكتور طيب أن حساسية الالتصاق تصيب أي منطقة في الجلد تبعا لمكان تعرض الجلد للمادة المهيجة، لكن الصفة المميزة لحساسية الالتصاق عن غيرها أن آثارها تحدث في نفس مكان التعرض للمهيج ولا تذهب بعيدا. لكن هذا يحصل في بداية المرض فقط لأن حساسية الالتصاق لو تركت من دون علاج فإنها تنتشر لبقية الجلد، وهذا ما يجعلنا ننصح المرضى بسرعة علاجها من البداية وعدم تركها تنتشر، لأن ذلك سوف يجعل العلاج أكثر صعوبة. أما لو تم الابتعاد عن المادة المهيجة فإن احمرار الجلد والسوائل تخف خلال أيام إلى أسابيع، لكنه يترك بعض الآثار مثل وجود بعض القشور وزيادة سمك الجلد.
التشخيص
* إن طريقة انتشار الطفح الجلدي تعتبر مفتاح تشخيص المرض، حيث إن الطفح يظهر على الجلد في نفس مكان تعرض الجلد للمهيج ولا يذهب بعيدا. لكن ليس هذا هو الوضع في كل حالة فقد يحدث خلط بين حساسية الالتصاق وحساسية الجلد (الإكزيما الجلدية)، لذا يحتاج الطبيب لمعلومات مفصلة من المريض مثل: عمل أو مهنة المريض، وهواياته، والأعمال التي يمارسها في المنزل، والملابس وعلاقتها بالمشكلة، والأدوية الموضعية على الجلد مثل الكريمات والمراهم وخلافه، والعطور ومواد التجميل، وجود أعراض مماثلة في العائلة (فقد يكون المهيج موجودا في المنزل للعائلة كلها)، وجود حساسيات من أنواع أخرى مثل حساسية الأنف أو العين أو الربو.
كما أن هناك صفة أخرى مميزة جدا لطفح حساسية الالتصاق وهي أن الطفح يكون على ناحية واحدة من الجسم فقط وليس على طرفي الجسم نتيجة التعرض للمادة المهيجة على طرف واحد من الجسم وليس على الطرفين معا، كما هو الحال في حساسية الجلد (الإكزيما الجلدية).
العلاج
* تجنب المهيج المسبب.
* في كل حالات الحساسية المهنية، تغيير مكان أو طبيعة العمل بحيث يكون بعيدا عن المهيج.
* في حالة حساسية الالتصاق في اليدين نتيجة مهنة معينة، ينصح المريض بلبس القفازات قبل بدء العمل، حيث يفضل أن تكون خالية من مادة المطاط المهيجة للجلد (Latex Free).
* في حالة حساسية الالتصاق في اليدين، تجنب استعمال الصابون والمنظفات والمواد الكيميائية في غسيل الملابس.
* يمكن إضافة مضاد حيوي مثل حبوب بالفم إذا كانت هناك التهابات قوية بالجلد.
* كما ينصح لحساسية اليدين باستخدام المرطبات بكميات كبيرة مثل الفازلين.
* أما في الحكة الشديدة فإنه يمكن استخدام حبوب مضادات الهستامين خلال فترة الحكة بالذات إذا كانت حكة ليلية.