حذر كتاب ظهر حديثًا من انتشار ظاهرة الثدي الضخم والكبير في أوساط بنات
اليوم، وجاء في الكتاب الذي يحمل عنوان "التاريخ الطبيعي والتاريخ غير
الطبيعي لنهد المرأة" أن هذه النزعة تضر بصحة المرأة. وتقول مؤلفة الكتاب
فلورينس ويليامز إنها "لاحظت
أن حجم ثدي المرأة اليوم يزادد ويكبر على نحو لم يشهده التاريخ في أي مرحلة
من مراحله". وأضافت أن "بيولوجيا الثدي قد تغيرت كثيرًا، وأن هذا التغير
ليس نحو الأفضل".
وقد استعرضت المؤلفة في كتابها سلسلة من التوجهات والنزعات التي تنذر بالخطر، والتي قد تسهم في رفع معدلات الإصابة بسرطان الثدي في الولايات المتحدة اليوم وعلى مدى السنوات المقبلة.
وقالت مؤلفة الكتاب في حوار لها مع صحيفة "يو إس توداي" الأميركية إن "الزيادة في حجم الثدي ترتبط مع الزيادة في حجم الخصر، وأن متوسط حجم مشدات الصدر أو "السوتيان" في الولايات المتحدة قد زاد من مقاس "34B" إلى مقاس "36C" على مدى جيل كامل من النساء". كما أعربت عن "قلقها إزاء هذه الظاهرة، وذلك في ضوء وجود علاقة بين هذه الزيادة، وبين تزايد مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي خلال مرحلة ما بعد سن اليأس وانقطاع الطمث".
وأضافت أن "بنات اليوم يصلن إلى سن البلوغ في سن مبكرة لم تحدث من قبل، وأنها ترى أن هذا التحول يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي على المدى البعيد".
وجاء في دراسة علمية خطيرة جرت في الولايات المتحدة العام 2010 أن عوامل تطور سرطان الثدي بنسبة 15 % في البنات الأميركيات تبدأ في سن السابعة.
![]() |
وتعلق مؤلفة الكتاب على ذلك بقولها إن ثدي "بنات اليوم يتعرض إلى هجوم من
جانب الكثير من الملوثات".
وأشارت في ذلك إلى "الكيماويات السامة والزئبق
التي تختزن في الأنسجة الدهنية، والتي عادة ما تستقر في ثدي المرأة وفي لبن
الأم".
وتقول المؤلفة إن "الرضاعة الطبيعة في ظل هذه الظروف، هي وسيلة فعالة للغاية لانتقال نفايات المجتمع الصناعية إلى الجيل المقبل".
وأكدت كذلك أن "ثدي المرأة بات مأوى الملوثات، وأنه بات يتحمل مسؤولية الأخطاء كافة التي ارتكبها المجتمع الصناعي".
وقالت فلورينس إنها "قامت بتحليل عينة من حليب ثديها أثناء فترة رضاعة طفلها الثاني، واكتشفت أنه يحتوي على عنصر البيركلورات الذي يدخل في تركيب وقود الطائرات، إضافة إلى عناصر كيميائية مضادة للحريق بمعدلات تزيد ما بين عشرة إلى مائة مرة عن تلك التي توجد في حليب الأم الأوروبية".
وأضافت فلورينس أنها "وعلى الرغم من اقتناعها بأن الرضاعة الطبيعية تعود بالفائدة على عقل ومخ الطفل وجهازه المناعي، وهو ما أشارت إليه في كتابها، لكنها تلاحظ أن الكثير من النفايات الصناعية السامة ستظل في أجسامنا وأجسام أطفالنا لعدة سنوات، وهي فترة كافية لانتقالها إلى أطفال أطفالنا". وأشارت إلى أن "ما يحدث في البيئة اليوم ينعكس على ثدي المرأة" وقالت إن "العناية بصحة الإنسان تستلزم العناية أولا بكوكب الأرض".
وأوضحت المؤلفة في كتابها أن "نسبة الإصابة بسرطان الثدي قد تضاعفت منذ فترة الأربعينات من القرن الماضي، وأن امرأة من كل ثمان نساء، باتت معرضة للإصابة بالمرض".
