تقدم
الشمس منافع عديدة لصحة الإنسان ونفسيته غير أنها بالمقابل يمكن أن تلحق
الأذى به وتسبب له سرطان الجلد إذا لم يتخذ الإجراءات التي تؤمن له الحماية
من أشعتها الضارة .
وينبه
البروفسور التشيكي بيتر ارينبيرغير رئيس العيادة الجلدية الثالثة في
المشفى الجامعي في براغ إلى أن الكثير من الناس يرتكبون خطئا عندما يظنون
أن حماية أنفسهم "بكريمات " الوقاية من الشمس ضرورية فقط قبل التوجه إلى
البحر في حين أنهم لا يحتاجون إلى ذلك عند توجههم إلى المدن .
وشدد
على أهمية الوقاية من الشمس أثناء التجول في المدينة أو في نزهة أو لدى
ممارسة الرياضة في الخارج مؤكدا أن الحماية ضرورية حتى في الأوقات التي
تكون فيه "الشروط الشمسية " معتدلة من خلال استخدام كريمات ضعيفة القوة
كالفاكتور 15 .
ودعا
ليس فقط إلى حماية الوجه وإنما أيضا بقية أنحاء الجسم المكشوفة مثل اليدين
والرجلين والظهر والأذنين مشيرا إلى أن النساء وعلى خلاف الرجال يتمتعن
بميزة هامة في هذا المجال تكمن في أن العديد من الكريمات ومستحضرات التجميل
التي تستخدمها تحتوي على عناصر الحماية التي تتراوح قوتها بين 15ــ25
وبالتالي يكفيهن التطلع إلى غلافات الكريمات للتحقق من مدى الحاجة إلى
كريمات الوقاية أو الاكتفاء بكريمات التجميل .
ونبه
إلى وجــود وهم آخر يسود لدى الكثيــر من الناس يكمن في الاعتقاد بضرورة "
تحضير" الجلد قبل التوجه إلى البحر أو الجبال من خلال تعريضه قليلا إلى
الشمس مشددا على أن الناس من النوعية الأولى أي الذين لديهم بشرة حليبية
وشامات وشعر أحمر هم من المنوع الغير قادر على اكتساب اللون البرونزي ولهذا
فان التحضير للشمس الحارة في الصيف ليس له معنى بالنسبة لهم .
ورأى
أن هذا النوع من الناس يحتاجون إلى الكريم الذي تبلغ قوته 50 كاحتياج
النوع الثاني من الناس أي أصحاب الشعر الفاتح مع المقدرة على إنتاج
الصبغيات حيث لا يستطيعون الخروج من دون الكريم من نوع الفاكتور رقم 30 أما
النوع الثالث من الناس أي أصحاب الشعر اأسود البشرة الداكنة يمكنهم "
تحضير " أنفسهم ورغم ذلك فان المبالغة في تعرضهم للشمس ليس جيدا .
حماية الأطفال
يؤكد البروفيسور ارينبيرغير بان كريمات الوقاية الصحيحة يمكن لها أن تحمي الجلد ليس فقط من الإشعاعات فوق البنفسجية من النوع اي UVAوإنما أيضا من النوع بي UVBمشيرا
إلى وجود أنواع خاصة من الألبسة منتجة من مواد توقف دخول الأشعة فوف
البنفسجية كما يتم بيع بدلات للأطفال الصغار تغطي أجسامهم كلها تؤمن
الحماية لهم .
وأوصى
أيضا باستخدام كريمات الحماية عند السفر بالسيارة لفترة طويلة رغم أن
الشمس لا تسقط مباشرة على المسافرين فيها مشيرا إلى أن الإشعاعات فوق
البنفسجية من النوع أي Aتنفذ عبر نوافذ السيارة .
وأضاف
بان السائقين " لا يحترقون " أو يصابون بضربة شمس من جراء ذلك وإنما
يكتسبون اللون البرونزي غير أن ذلك من وجهة النظر الطبية يمثل إثقالا للجلد
يتوجب عدم التعرض له.
استراحة الظهر تحمي
يؤكد
البروفيسور التشيكي أهمية تجنب التواجد تحت أشعة الشمس ولاسيما في الفترات
التي تكون فيها الأشعة فوف البنفسجية مصفاة بالشكل الأقل أي بين الساعتين
11ــ15 وبالتالي فان الأمر النموذجي في هذه الأوقات التواجد في الظل أما
الأطفال فيتوجب عدم السماح لهم بالتعرض للشمس في هذه الأوقات . وأكد
أن التعرض الأكثر من عادي للشمس والاحتراق الجزئي الذي يحدث للجلد أو
الشغف بالتعرض للشمس الاصطناعية يزيد احتمالات التعرض لسرطان الجلد مشيرا
إلى أن هذا المرض الغدار يمكن له للوهلة الأولى أن يبدأ بشكل غير ملفت من
خلال ظهور "وحمة " التي توصف أحيانا وبشكل غير صحيح بأنها شامة .
ويعترف
البروفيسور ارينبيرغر بان النساء عادة يزرن عيادات أطباء الجلدية بشكل
أكثر من الرجال الذين يأتونها متأخرين الأمر الذي يجعل مساعدتهم في معالجة
الحالات المتقدمة من أمراض سرطان الجلد صعبة ولهذا يوصي الطبيب بمتابعة وضع
الجلد والتوجه إلى الطبيب عند الاشتباه بظهور شامات لم تكن موجودة في
السابق أو وحمات .
وأشار
إلى أن الوحمات التي تغير لونها وحجمها وشكلها أو تجعل صاحبها يشعر بالألم
أو التنميل تعتبر مشبوهة كما أن الوحمات الخطيرة تعتبر من النوع التي يزيد
قطرها عن 5 سنتم والتي تكون عادة أطرافها غير منظمة أو مرتفعة.
المصدر