رجحت دراسة أُجريت حديثًا أن "الأشخاص الذين لا يميلون إلى تناول الكميات
المناسبة من الطعام، هم الأكثر عرضة للوقوع في شراك إدمان الكوكايين",
وأشارت الدراسة إلى أن "الخلايا العصبية المسؤولة
عن الإفراط في تناول الطعام هي نفسها المسؤولة عن الأنشطة غير الغذائية،
مثل تعاطي المخدرات".
وعلى الرغم من ذلك ومع كون كل من النشاطين، تناول الطعام وتعاطي المخدرات، ينطوي على مكافأة للمخ، نرى أن "الرغبة في تناول الطعام غالبًا ما ترتبط بالعزوف عن تعاطي المخدرات وفقًا للتقرير المنشور في "نايتشر نيوروساينس".
وكانت الدراسة قد استهدفت في الأساس إلى اختبار ما إذا كان الطعام من
الأشياء التي يمكن إدمانها مثل الكوكايين، هي الفرضية التي ثبت خطؤها، إذ
رأى الباحثون أن "هناك علاقة عكسية بين الطعام وإدمان المخدرات، وأن تعاطي
المخدرات يعتبر من الأنشطة الإنسانية التي تتعارض مع تناول الطعام أو
الإقبال عليه والرغبة فيه".
![]() |
وفي هذا الصدد، صرح مارشيللو دايتريتش، أستاذ الأعصاب في كلية طب يالي، بأن "هناك علاقة عكسية بين الرغبة في تناول الطعام والاستعداد لتعاطي المخدرات".
وأضاف أن "تناول الطعام بشكل متوازن يجعل من يفعلون ذلك أقل
ميلًا إلى إدمان الكوكايين، بينما يصدق العكس أيضًا فيما يتعلق بهؤلاء
الذين لا يتناولون الطعام بشكل منتظم أو لا يقبلون على تناول الطعام، إذ
يكونون أكثر عرضة لإدمان الكوكايين".
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ ثبت ارتباط عكسي بين تناول الطعام والرغبة فيه والإقبال على الأفعال المحظورة، أو الممارسات غير الشرعية، إذ ثبت من خلال هذه الدراسة أن "الفئران التي كانت تقبل على تناول الطعام كانت تتسم بالهدوء وأقل إقبالًا على السلوك المشاغب أو التسبب في الضيق لغيرها من الفئران الموجودة معها في القفص نفسه".
وعلى الجانب الآخر، ثبت أن
الفئران التي لا تتناول الطعام ولا تبدي الرغبة فيه تكون أقوى ميلًا لتعاطي
الكوكايين والسلوك غير اللائق".
وليس بالضرورة أن يكون المقلون من تناول الطعام جميعهم مدمنو مخدرات، إذ أشارت الدراسة إلى أن "هناك إمكان، لأن يكون لدى المقلين من تناول الطعام ميل أو استعداد لتعاطي المخدرات، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا مدمنين".
