الخميس، 24 مايو 2012

المشي أثناء النوم ... الرجال والنساء يتساوون في شيوع الاضطراب !

  ظاهرة المشي أثناء النوم هو أحد اضطرابات النوم المعروفة. وقد كان يعتقد سابقا أن هذا الاضطراب يصيب الأطفال فقط حيث لم توجد في السابق دراسات علمية جيدة لتحديد شيوع هذا الاضطراب عند الكبار (البالغين). دراسة حديثة نشرت في 15 مايو 2012 في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأعصاب (Neurology) ، درست اضطراب المشي أثناء النوم عند البالغين.

 فقد درس فريق بحثي من جامعة ستانفورد عينة مكونة من حوالي عشرين ألف مشارك تم سؤالهم بصورة دقيقة عن مشكلة المشي أثناء النوم. ووجد الباحثون أن 3.6% عانوا من المشي أثناء النوم على الأقل مرة واحدة في السنة السابقة وأن 1% يعانون من المشي أثناء النوم على الأقل مرتين بالشهر. 

وحدث المشي أثناء النوم على الأقل مرة واحدة في الحياة عند حوالي 30% من المشاركين.

 كما أن المشي اثناء النوم كان أكثر عند المصابين بالاكتئاب أو أمراض نفسية أخرى بحوالي 3.5 مرات مقارنة بغير المصابين بالاكتئاب.

 ووجد الباحثون أن بعض الأدوية لها علاقة بالمشي أثناء النوم مثل بعض مضادات الاكتئاب أو الحبوب المنومة التي يتناولها المرضى بدون استشارة طبية.

 ولم يجد الباحثون فرقا بين الرجال والنساء البالغين في شيوع هذا الاضطراب بعكس الأطفال الذين يكون الاضطراب أكثر انتشارا عند الأولاد مقارنة بالبنات. 

وذكر ثلث الذين يعانون من المشي أثناء النوم أن هناك على الأقل فرد آخر في العائلة يعاني من هذا الاضطراب. 

أما بالنسبة للأطفال، فقد وجدنا في بحث أجريناه على عينة من طلاب المدارس الابتدائية (أكثر من ألف طالب وطالبة) أن 7.6 % من الأولاد و 4.8% من البنات السعوديين يعانون من المشي أثناء النوم بصورة متكررة أسبوعيا. 



والمشي أثناء النوم يمثل سلسلة معقدة من التصرفات تبدأ خلال مراحل النوم العميقة (المرحلة الثالثة (N3) من النوم) وينتج عنها المشي أثناء النوم، وعادة ما يحدث ذلك في الثلث الأول من الليل، ويكون الدماغ أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع.

 وفي بدايات القرن الماضي اعتقد الباحثون أن المشي أثناء النوم يتم خلال مرحلة الأحلام حيث ينفذ المريض أحلامه ولكن مع تطوير القدرة على مراقبة النوم بصورة موضوعية اتضح أن المشي لا يحدث خلال الأحلام ولا علاقة له بمرحلة الأحلام وإنما يحدث خلال أعمق لحظات النوم التي يفترض أن يكون فيها الإنسان في قمة الراحة والعمق في النوم. ويمكن أن يقوم المصاب ببعض المهام السهلة مثل تجنب بعض العوائق التي قد تصادفه وهو يمشي، كما أنه قد يكون فاتحا عينيه إلا أنه لا يرى بصورة واضحة وعادة لا يمكنه التفاعل الكامل مع العوامل الخارجية أو القيام بالعمليات المعقدة؛ فمثلاً قد يقع المصاب من الدرج أو أنه قد يخلط ما بين النافذة والباب مما ينتج عنه بعض الإصابات. 

الأعراض: 

المشي أثناء النوم (ويحدث عادة في الثلث الأول من النوم). وقد تستمر نوبة المشي من 30 ثانية إلى 30 دقيقة. 


صعوبة في إيقاظ المريض أثناء المشي.
عادة لا يتذكر المصاب الأعمال التي قام بها أثناء نومه. وفي أغلب الحالات لا يكون لهذا الاضطراب أية أسباب نفسية أو عضوية،
عادة ما تختفي أو تقل هذه الظاهرة كلما تقدم الأطفال في العمر. اما بالنسبة للكبار، فلا بد من مراجعة مختص للتأكد من عدم وجود اضطرابات نوم أخرى أو اكتئاب لأن علاج الاضطرابات المصاحبة قد يعالج مشكلة المشي أثناء النوم.
والمشي أثناء النوم ليس موضوعا للضحك والسخرية لأنه قد يتسبب للمصاب ببعض الاصابات أو الحرج الاجتماعي. وهو قليل الحدوث عند أغلب المرضى المصابين بهذا الاضطراب، حيث إنه عادة ما يحدث أقل من مرة في الشهر، ولكنه عند نسبة أخرى من المرضى يكون أكثر تكراراً فقد يحدث كل ليلة، وهذه الفئة من المرضى هي أكثر عرضة للإصابة نتيجة للمشي أثناء النوم، فقد يصطدم المريض بأجسام صلبة أو حادة، كما أنه قد يقع من مكان عالٍ. كما أن المصابين بهذا الاضطراب قد يتعرضون للحرج وقد تنتابهم مشاعر مختلفة من الشعور بالذنب أو الخجل وأحياناً الانطواء، لذلك فإنه في حالة الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض أو عند شعور المريض بأي من الأحاسيس السابقة الذكر؛ فإنه يجب زيارة الطبيب المختص. كما أن المشي أثناء النوم عند الكبار مدعاة للاهتمام أكثر منه عند الأطفال، فالقلق الشديد والتوتر والاكتئاب والصرع هي أسباب محتملة . لذلك على البالغين المصابين بهذا الاضطراب استشارة الطبيب المختص للعلاج. 




وينصح المصاب باضطراب المشي أثناء النوم بالتالي:
من المعروف أن التعب والإرهاق يزيدان من النوم العميق (N3)ومن ثم احتمال حدوث المشي أثناء النوم عند المصابين بهذا الاضطراب، لذلك ينصح بتجنب السهر والاجهاد قبل النوم.
القلق والتوتر إضافة إلى العصبية هي مهيجات أخرى، لذلك حاول البعد عن الانفعال قبل النوم.
حاول إبعاد الأشياء الخطرة والحادة إضافة إلى مفاتيح السيارة من غرفة نوم المريض، وضع جرس على باب غرفة النوم بحيث يحدث صوتاً إذا فتح المريض الباب حتى يساعد على إيقاظه.
وضع شبكً حديديً على النوافذ لتجنب خطر القفز أثناء النوم، وكذلك يجب القيام بإقفال باب المنزل.
يفضل أن تكون غرفة المريض في الدور الأرضي من المنزل، ولتجنب السقوط يجب عدم نومه على سرير مرتفع.
إذا اضطررت إلى قضاء الليل خارج المنزل، فاحرص على اتباع إجراءات الوقاية أعلاه وإشعار الأشخاص الذين ستمضي الليل عندهم (أو قسم الاستقبال في الفندق) عن المشكلة.
في أغلب الحالات يعتبر هذا الاضطراب حميداً ويكفي لعلاجه اتباع إجراءات الوقاية أعلاه، ولكن في قليل من الحالات يحتاج المرضى إلى تقييم نفسي وطبي لاستبعاد أي أسباب طبية.
عند المرضى الذين تحدث عندهم هذه الظاهرة بصورة متكررة فإن الطبيب قد يصف بعض العقاقير الطبية، وذلك للتقليل من حدوث هذه الظاهرة.