ذا أصبحت أوزان جميع سكان الأرض توازي متوسط وزن الأميركيين، فسيرتفع الطلب
على المواد الغذائية بما يوازي مليار شخص، وفق حسابات قام بها باحثون
بريطانيون في دراسة نشرت الأربعاء.
ويعتبر البعض ازدياد تعداد سكان الأرض
من 7 مليارات نسمة في 2011 إلى 9 مليارات نسمة مرتقبة في عام 2050، من أكبر
التهديدات التي تلقي بظلالها على الكوكب. وتدعو هذه الدراسة إلى النظر
لوزن كل فرد، فضلاً عن تأثير الوزن الزائد الذي بات آفة منتشرة على الطلب
على المنتجات الغذائية.
وبحسب الدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية “بي أم سي بابليك هيلث”، فإن الحاجة إلى الطاقة وبالتالي إلى الغذاء تختلف باختلاف عدد الأشخاص وأيضًا باختلاف متوسط الوزن العام. فكلما ثقل الجسم، احتاج إلى مزيد من الطاقة للتحرك.
وبالاستناد إلى معطيات منظمة الصحة العالمية، قدر باحثون من جامعة
“لندن سكول أوف هايجين آند تروبيكل ميديسن” إجمالي وزن سكان العالم
البالغين بـ287 مليون طن، حسب معطيات من عام 2005 شملت 4,6 مليار شخص تخطت
أعمارهم الـ15 عامًا.
ويبلغ متوسط الوزن على الأرض 62 كيلوجراما. لكن هذا المعدل يختلف بصورة ملحوظة بين منطقة وأخرى مع 57,7 كيلوجرام في آسيا و60 كيلوجرامًا في أفريقيا و70 كيلوجرامًا في أوروبا و74 كيلوجرامًا في أوقيانيا و80 في أميركا الشمالية، بحسب ما جاء في الدراسة.
وبصورة إجمالية، فإن هناك نحو 15
مليون طن من إجمالي وزن سكان العالم يرجع إلى زيادة الوزن و3,5 مليون طن
إلى البدانة. والتفاوت ملحوظ في هذا الإطار، إذ أن 55% من سكان أوروبا
يعانون وزنًا زائدًا، مقابل الربع في آسيا و75% في أميركا الشمالية.
ويعتبر أن الشخص يعاني زيادة في الوزن عندما يتخطى مؤشر كتلته الجسدية الذي يجمع بين الوزن والطول 25، ويعد بدينا عندما يتخطى هذا المؤشر الثلاثين.
وقد احتسب الباحثون أنه عندما توازي أوزان سكان الأرض معدل مؤشر الكتلة
الجسدية السائد في الولايات المتحدة، سيزداد إجمالي وزن سكان الأرض 58
مليون طن، أي ما يساوي وزن نحو 935 مليون نسمة على الأرض.
وقال آين روبيرتس
أحد القيمين على الدراسة إنه “عندما يتكلم الناس عن الأرض وعن عدد الأشخاص
الذين في وسعهم العيش عليها، فغالبًا ما يفكرون في النمو السكاني ويتهمون
سكان البلدان الفقيرة بالتكاثر بصورة مفرطة”.
وأوضح الباحث أنه من غير الصائب الاكتفاء باحتساب عدد الأشخاص الواجب إطعامهم، من دون أخذ أوزان هؤلاء الأشخاص بالاعتبار. وصرح “ينبغي أيضًا توجيه أصابع الاتهام إلى السكان الذين يعانون وزنًا زائدًا في البلدان الغنية”، وختم قائلاً إن المسألة “لا تقتصر على التنظيم الأسري في إفريقيا”.