كان الاعتقاد السائد حتى فترة قريبة ان الاطفال بعييدين عن الاصابة بالكولسترول، وهو ما تغير بعد العديد من الدراسات التي كشفت عن إمكانية تعرض اطفالنا لهذا المرض وحذرت من خطورته اكثر منه على الكبار، وذلك بسبب عدم اكتشافه وعلاجه مبكرا، حيث يظل الكولسترول بنسبة غالبا غير ملحوظة عند الاطفال الصغار ولكن نسبته تزيد مع نهاية مرحلة الطفولة، وبداية المراهقة الأمر الذي يمثل خطرا يهدد حياتهم.
الدكتورة منى عبدالحميد استاذ أمراض القلب قسمت لإيلاف العوامل التي تؤدي إلى اصابة الاطفال بكولسترول الدم إلى عوامل وراثية وإلى النظام الغذائي والسمنة، وتكون وراثية في حالة زواج الأقارب، عندما يحمل الابوان المرض، يكون هناك احتمال بنسبة 25% لولادة طفل يعاني ارتفاع الكولسترول بالدم يعجز جسمه عن حرق الدهون، ما يؤدي لتصلب الشرايين واضطرابات القلب، كما أن الاغذية المشبعة بالدهون تؤدي لزيادة نسبة الاصابة بالكولسترول، وكذلك زيادة الوزن والسمنة يسهمان في رفع مستوى الكولسترول الإجمالي، وزيادة مخاطر الإصابة بالسكري.
وتوضح اختصاصية أمراض القلب، أن كولسترول الدم عند الاطفال يصنف إلى ثلاث درجات وهي "مقبول" و"على الحافة" و"مرتفع"، والذي قد يتطلب أدوية منها، هو النوع الثالث إلى جانب تنظيم الغذاء بشكل صحي، اما بالنسبة للذي على الحافة فيتطلب ترتيبات في نوعية الغذاء فقط، وأكدت أنه قبل التفكير في علاج كولسترول الدم عند الاطفال بالأدوية هناك خطوات اساسية لابد منها
ممارسة نشاط رياضي أو على الأقل ممارسة تمرينات حركية، وذلك لما لها من دور هام في التخلص من السعرات الحرارية الزائدة والوقاية من احتمال التعرض للجلطات وتقليل من ضغط الدم المرتفع، وكذلك اتباع نظام غذائي قليل الدهون المشبعة الحيوانية، وفي الوقت نفسه عالية المصادر النباتية مرتفعة الالياف.
وتضيف استاذ امراض القلب، إن العادات اليومية الجيدة أو السيئة من الأمور المهمة التي تبدأ مع أول سنوات الطفل التي يصعب تعديلها أو تغييرها عند الكبر، وتشمل العادات الغذائية والرياضية والتحكم في الوزن، لذلك فان اكساب أطفالنا عادة حميدة في الحد من الكولسترول من عمر مبكر تعد ميزة.