الأربعاء، 20 يونيو 2012

دراسة تمنح الأمل لمرضى الشلل الرعاش

أكدت دراسة تشيكية أجراها باحثون بجمعية خبراء الأعصاب فى العاصمة براغ أن مرض الشلل الرعاش "الباركنسون" لا يبدأ فى مراكز الدماغ التى تنظم عملية الحركة كما كان يعتقد على نطاق واسع حتى الآن وإنما يبدأ فى خلايا الأعصاب المسئولة عن حاسة الشم.

وقال رئيس الجمعية البروفيسور هينز ريخمان - فى تصريح على شبكة الانترنت - "إن مرض الباركنسون يبدأ فى الخلايا العصبية المسئولة عن حاسة الشم ثم تتقدم التغييرات البيولوجية فى الجسم إلى خلايا المعدة ثم تنتقل عبر الأعصاب حتى تصل إلى الدماغ".

وأضاف "أن مرض الباركنسون ينشأ على الأرجح على أساس الاختلاط الذى يتم بين الاستعداد الوراثى للجسم والحساسية المرتفعة لبعض المواد وتأثير الوسط البيولوجى
وأنه مع كل اكتشاف مماثل يصبح العالم أقرب إلى تصور أساليب العلاج الجينية والاستراتيجية الوقائية الفعالة".


وتوقع أن تمنح المعارف الجديدة الأمل فى التوصل إلى دواء يستطيع إبطاء تطور هذا المرض بشكل كببر وأن العلاج المبتكر سيسمح بتحقيق رقابة أفضل على أنواع الخلل النمطية للحركة وغيرها من الظواهر المصاحبة التى يتم تجاهلها حتى الآن.

وأشار البروفيسور ريخمان إلى أن من أكثر مظاهر مرض الباركنسون حدوث الإمساك الذى يظهر عند 45 % من المرضى, وفقدان المقدرة على الشم الذى يظهر لدى 90% منهم, وحدوث ما يسمى بالرؤية المضاعفة التى تظهر لدى 10%, فيما يظهر التعرق والضعف الجنسى والبشرة الدهنية لدى 30%, أما عدم التحكم فى التبول فيحدث بنسبة 50% من المرضى مقابل ظهور الكآبة لدى 30% منهم.

وقال رئيس جمعية خبراء الأعصاب فى العاصمة التشيكية براغ البروفيسور هينز ريخمان "إن الأبحاث الأخيرة أكدت أن هذه المظاهر لاسيما الكآبة والخرف تؤثر على نوعية الحياة لدى الإنسان بشكل أكبر من إشكالات الحركة ولهذا يحتاج الأطباء إلى تقوية عملية لمتابعة والتغلب على هذه المصاعب".

وأشار إلى أن الأطباء لا يستطيعون التدخل فى جميع هذه المظاهر لكن لديهم الإمكانية للقيام بعلاج فعال للامساك والكآبة والتعرق الزائد كما يمكن تأخير حدوث الخرف, مشيراً إلى أنه يتم الآن تجريب دواء جديد يمكن له أن يساهم فى التخفيف من فقدان حاسة الشم.

ورأى ريخمان أن العلاجات المبتكرة يمكن أن يحظى بها قريبا كل مريض يعانى من حالة متقدمة من مرض الباركنسون وما يرتبط به من خلل فى الحركة, مشيراً إلى أن الدراسات الطويلة الأولى أظهرت نتائج إيجابية فى استخدام عمليات الضخ التى يمكن عبر إبر صغيرة إيصال مادة "الدوبامين ابومورفين" تحت الجلد ثم إلى الدورة الدموية كما توجد نتائج إيجابية لعملية ضخ الدوبامين فى الأمعاء الغليظة.

واعترف أنه على الرغم من كل التطورات التى حدثت لا يتم النجاح حتى الآن فى منع تطور المرض كما يتم التأكد يوميا بأن مثل هذه التدخلات يجب أن يقوم بها خبراء من ذوى التجارب, مشيرا إلى أن وضع القطب الكهربائى مثلا بعيدا بفارق ميليمتر عن المكان الصحيح يظهر تأثيره من خلال تعكير عملية النظر أو عدم استقرار المشاعر دون أن يؤدى ذلك إلى توازن إيجابى فى الواقع على إشكالات الحركة.