أكدت المدير العام لمركز سرطان الأطفال في لبنان هناء شعيب، أن تلبية
الاحتياجات النفسية والترفيهية والتربوية اللازمة للأطفال والمراهقين الذين
يعالجون في المركز جزء لا يتجزأ من رسالتنا الهادفة إلى تقديم أفضل رعاية
للمرضى.
فان مركز سرطان الأطفال في لبنان هو مركز إقليمي للعلاج الشامل للأطفال المصابين بالسرطان. يوفر العلاج للأطفال المرضى من دون أي مقابل، ويعتمد على جمع التبرعات من أهل الخير والعطاء لإتمام مهمته الإنسانية، بموازنة سنوية قدرها 12 مليون دولار، ويزيد متوسط معدل نجاح العلاج على ثمانين في المائة , اليوم ونحن في السنة العاشرة لتأسيس هذا المركز يسعدني أن أعلن أنه انتهت أعمال تحديث مكتبة الأطفال، التي سبق أن دشّنت في آذار العام 2002، ضمن "برامج الدعم الهادف إلى التواصل مع الأطفال المرضى داخل المستشفيات"، الهادف إلى تزويد مكتبات المستشفيات التي يعالجون فيها بكتب للمطالعة وألعاب تنشر جوًا من الفرح والاسترخاء قد يسهم في تسريع شفائهم.
وتضمَّن التحديث إضافة زاوية مخصصة للأنشطة الفنية مجهّزة بكافة المعدات، إضافة إلى مجموعة من الكتب والألعاب تمد الأطفال بمساحة تغذي إبداعهم، وتسهل ترفيههم، وتسهم في تثقيفهم.
وأضافت شعيب: "لقد قدمنا حتى اليوم العلاج لأكثر من 800 طفل مصاب بمرض السرطان مع معدل نجاة يقارب الـثمانين في المائة. فهؤلاء الأطفال يمضون معظم وقتهم في المركز في هذه المساحة. لذا فإن التحديث الذي قدّمته المؤسسات الداعمة سيسهم في تحويل إقامتهم في المركز إلى تجربة أكثر مرحًا وثقافة".
يذكر أن برنامج التواصل مع الأطفال داخل المستشفيات انطلاقًا من التزام المؤسسات الداعمة يرسم ابتسامة على ثغر طفل مريض، لتسريع عملية شفائه خلال فترة علاجه الصحي، الذي يُلزِمه الإقامة داخل المستشفى. ويتضمن هذا البرنامج التبرّع بمجموعة من كتب الأطفال لإغناء مختلف مستشفيات لبنان.
وأضافت شعيب لا بد أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة إمارة أبو ظبي، التي أقامت اليوم معرضًا تحت عنوان "عطايا"، وهو خيري لدعم مركز سرطان الأطفال في لبنان، برعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، وتولت تنظيمه جمعية الهلال الأحمر لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وخصص الريع العائد من إيجار المحال، بالإضافة إلى مبيعات تذاكر الدخول لهذا العام، لعلاج الأطفال المرضى في مركز سرطان الأطفال في لبنان، وضم المعرض الذي افتُتحت نسخته الأولى في حضور الشيخة شمسة وأكثر من 25 شيخة، وأبرز سيدات أبو ظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، تشكيلة واسعة ومميزة من الأزياء والمجوهرات، دعمًا لعلاج الأطفال المرضى.
ولا بد من الإشارة إلى أنه وفي إطار النشاطات التي نظمّتها الجمعيّة أيضًا بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها. وضع بنك "سوسيته جنرال" في تصرّف مركز سرطان الأطفال في لبنان كامل شبكته المؤلّفة من 68 فرعًا، وأجهزة الصرّاف الآلي، وخدماته المصرفيّة عبر الإنترنت، لجمع الأموال لجميع الراغبين في تقديم التبرّعات.
وقد تمّ تخصيص الرقم الخاص 1417، للاتصال بمركز الخدمة المسؤول، طوال مدّة الحملة، عن استقبال المكالمات من الجهات المانحة، للإجابة عن أسئلتهم وتوجيههم إلى بنك سوسيته جنرال.
أعلن المصرف أن هذه الحملة أسهمت في جمع قدر كبير من التبرّعات، محرّكة بذلك الرأي العام لمساعدة "مركز سرطان الأطفال" في لبنان.
أما رئيس مجلس إدارة المركز اللبناني لسرطان الأطفال بول إده فقال: إن المركز بدأ عمله العام 2002، عبر موازنة لم تتعدّ المليون دولار، واليوم أصبحنا في حاجة إلى 12 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل مصروف شهر كامل لنتمكن من معالجة الأطفال.
وكلما تلقينا دعمًا أكبر تمكنا من معالجة
الأطفال بشكل أكبر، هناك أكثر من 250 حال في لبنان سنويًا تحتاج إلى علاج
لداء السرطان، وللمناسبة أريد أن أتوجه إلى الشعب اللبناني والإعلام بهدف
تأكيد حاجتنا إلى هذا الدعم، وأضاف: نحن هنا اليوم للاحتفال بالذكرى
العاشرة لتأسيس "مركز سانت جود لسرطان الأطفال" في لبنان.
قابلنا رئيس
الحكومة لتقديم الشكر لكل الدعم الذي تقدمه الحكومة اللبنانية والشعب
اللبناني للمركز، وتمامًا كمستشفى سانت جود للأطفال التخصصي في الأبحاث فإن
مركز سانت جود لسرطان الأطفال في لبنان يعالج الأطفال اللبنانيين، إضافة
إلى أطفال من المنطقة أيضًا، بغض النظر عن إمكاناتهم المالية.
ويقع مركز علاج سرطان الأطفال داخل حرم مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، ويوفّر معالجات داخلية وخارجية.
وتشغل العيادات الخارجية مساحة 12 ألف قدم
مربع. وفيها حجرات للمعاينة والطوارئ، إضافة إلى غرف للمعالجة، وصيدلية،
ومختبر، وغرفة محاضرات مجهزة بفيديو، وركن للهو مزود بأجهزة كومبيوتر.
أما جناح المعالجة الداخلية الذي تبلغ مساحته 8 آلاف قدم مربع، ويقع في الطبقة العاشرة من المستشفى، فيضم 12 غرفة، وركنًا للهو، إلى جانب مكاتب للأطباء.
ويتعاون الجسم الطبي في المركز مع مثيله في سان جود بـممفيس، وتتبع المعالجات التي تقدم في المركز التوجيهات المعتمدة للتشخيص والمعالجة التي يؤمنها سان جود.
ويخضع الأطفال في مركز بيروت، كما في سان جود، للمعالجة الخارجية، باستثناء الحالات الخطرة التي تعالج في المستشفى.
واللوكيمياء (ابيضاض الدم) هو أكثر أمراض السرطان التي تصيب الأطفال في لبنان. وثمة أربعة من أصل مائة ألف طفل يخضعون للفحص سنويًا هم مصابون بالسرطان، 55 في المائة منها إصابات باللوكيميا.
ويوفّر المركز التشخيص والمعالجة لكل الأطفال المرضى، ومثله مثل سان جود يؤمن برنامج متابعة لما بعد الشفاء.
وهذا يعني أن كل مرضى المركز يخضعون للفحص مرة في السنة، خلال فترة تتراوح بين 5 و 12 سنة، بعد إنهائهم برنامج المعالجة. ويخضعون كذلك للتدقيق في أي بقايا لم تُعالج، فضلًا عن تأثيرات المعالجة.
ويوفّر المركز أيضًا مجموعات دعم لعائلات الأطفال المرضى، بالتعاون مع أطباء الأطفال وجمعيات تعمل في حقول مماثلة في لبنان.