الثلاثاء، 12 يونيو 2012

حبوب الشعير علاج فعال لأمراض القولون والكوليسترول والاكتئاب

أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل في إتحاد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة، فتساعد على خفض نسبته في الدم. وينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع إستقلاب الكولسترول فتعيق إرتفاع نسبته في الدم.

وتحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محدداً لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية. وتحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "ه" التي لها القدرةعلى تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.

علاج للإكتئاب

كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دوراً في التخفيف من حدة الإكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها، وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن". ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الإكتئاب، وتخفف من حدته

 نذكر أهم تلك المواد المضادة للإكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:

- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الإكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالإكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والإنفعال والعصبية.

 وإذ إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم، فالتلبينة تصلح لعلاج الإكتئاب"، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الإكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.

علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة
 
وتمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل فيتامين، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة   ، "E وA" يمكنها منع وإصلاح أي تلف في الخلايا يكون بادئاً أو محرضاً على نشوء ورم خبيث، إذ تلعب مضادات الأكسدة دوراً في حماية الجسم من الشوارد  " الحرةFree radicals" التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الأحماض ، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها. ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.

 وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين. وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضاً بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضاً له دور مهم في تنظيم النوم والإستيقاظ.

علاج إرتفاع السكر والضغط
 
تحتوي الألياف المنحلة "القابلة للذوبان" في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وإمتصاص المواد الغذائية في الأطعمة، فتنظم إنسياب هذه المواد في الدم، وعلى رأسها السكريات، مما ينظم إنسياب السكر في الدم، ويمنع إرتفاعه المفاجيء عن طريق الغذاء.

 ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف، منحلة وغير منحلة، فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير يقلل من إندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.

ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي، فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية، والحيلولة من دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.

 وهكذا يمكننا القول بثقة إن "إحتساء التلبينة بإنتظام يساعد المرضى الذين يعانون من إرتفاع السكر في الدم". 

كما أكدت الأبحاث أن "تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من إرتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يوجد توازناً بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى إرتفاع ضغط الدم.

ملين ومهدئ للقولون

والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها، فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها، مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة "غير المقشورة" وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء، وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات. 

كما تعمل الألياف المنحلة في إتجاه الهدف نفسه، إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون، مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة، وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات. وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون، إذاستقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء، قلت إحتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثيرفي عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.

  المصدر