وفقاً لدراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية"British
Medical Journal" فإن خطر إصابة النساء بجلطات مقارنة بالرجال أعلى بشكل
متواضع،وتشير الدراسة إلى أنه ينبغي على الأطباء أن يراعوا جنس المريض حين
يقررون إعطاء أدوية مانعة للتجلط.
ورغم أن العديد من الدراسات تشير إلى أن النساء المصابات بالرجفان الأذيني، وهو عبارة عن جلطة وقعت نتيجة عدم وصول كميات كافية من الدم إلى الدماغ، معرضات أكثر من الرجال لخطر الإصابة بالجلطة الناتجة عن الفاقة الدموية الموضعية الاحتباسية، في حين أن دراسات أخرى في المقابل أخفقت في تأكيد حقيقة هذا الأمر.
والأطباء بحاجة إلى أن يكونوا مدركين أن موضوع جنس المريض
هو عامل مهم وقت اتخاذ القرارات حول الأدوية المانعة للتجلط بصرف النظر
عما إذا كانت هناك عوامل قليلة أو عوامل أخرى تحمل معها مخاطر الإصابة
بالجلطة.
وفي أبحاث أجريت في معهد كارولينسكا في السويد وجامعة برمنغهام في بريطانيا، درس الباحثون ما إذا كانت النساء المصابات بالرجفان الأذيني معرضات لخطر الإصابة بالجلطات أكثر من الرجال، حيث قاموا بمراجعة حالات أكثر من مائة ألف مريض ومريضة من الذين تم تشخيصهم بالرجفان الأذيني في جميع المستشفيات السويدية أو العيادات الخارجية المرتبطة بالمستشتفيات.
وتابع فريق الباحثين حالات المرضى لمدة وصلت في المتوسط بين 14 و15 شهراً،
أي ما مجموعه 139500 سنة من المخاطر.
وخلال فترة الدراسة أصيب 7221 مريضاً ومريضة بجلطة بسبب الانسداد الناتج عن تخثر الدم. وتبين أن معدلات الإصابة بالجلطات الناتجة عن الفاقة الدموية الموضعية الاحتباسية كانت أعلى من غيرها، حيث وقعت 4264 حالة من هذه الجلطات أثناء ما مجموعه 69000 سنة من المخاطر لدى النساء، وهو ما يعني معدلاً سنوياً للجلطات مقداره 6.2 في المائة، و2957 حالة من الجلطات أثناء ما مجموعه 70594 سنة من المخاطر بين الرجال، وهو ما يعني أن معدل المخاطر السنوية بين الرجال يبلغ 4.2 في المائة.
كذلك لاحظ الفريق أن المخاطر بين النساء كانت مع ذلك أعلى بنسبة 18 في المائة من الرجال، بعد تعديل النتائج الخاصة بـ35 عاملاً من العوامل التي كان يمكن أن تؤثر في النتائج، لكن المعدلات السنوية المطلقة لخطر الإصابة بالجلطات بين الجنسين تبين أنها متدنية نسبياً، حيث كانت بنسبة 1.9 في المائة للنساء اللواتي تقع أعمارهن بين 65 و74 سنة. وبالنسبة لرجال كانت النسبة أقل حتى من ذلك.
من جانب آخر لاحظ فريق الباحثين أن المخاطر بالنسبة للنساء اللواتي تقل أعمارهن عن 65 سنة واللواتي لا توجد لديهن مخاطر أخرى بخلاف الرجفان الأذيني، هذه المخاطر لم تكن أعلى من المخاطر التي يتعرض لها الرجال.
ولم
يلاحظ الفريق أي فرق مهم من الناحية الإحصائية بين الرجال والنساء بالنسبة
لمخاطر الإصابة بالجلطات، حيث وقعت 31 جلطة بين النساء (أي ما يعادل 4626
سنة من المخاطر) مقارنة بـ53 جلطة بين الرجال (أي ما يعادل 11677 سنة من
المخاطر).
وتابع الباحثون قولهم: ''إن الحالات التي تقع عند المناطق غير
الواضحة تماماً، فإن القرار حول ما إذا كان من الواجب إعطاء أدوية مانعة
للتجلط أو عدم إعطائها يتوقف في رأينا على جنس المريض، وأنه إذا كانت امرأة
فإن ذلك ينبغي أن يجعل الطبيب يميل إلى بدء العلاج بالأدوية المانعة
للتجلط.
وأضاف الفريق أنه لا داعي لإعطاء دواء مانع للتجلط بالنسبة للنساء
اللواتي تقل أعمارهن عن 65 سنة ولا توجد لديهن مخاطر كبيرة للإصابة أو لا
توجد لديهن عوامل مخاطرة أخرى.
وفي مقال افتتاحي حول الدراسة المذكورة علقت
الدكتورة إيفا بريسكوت، من المستشفى الجامعي في الدنمارك، قائلة إن
النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة ودراسات أخرى هي من الأمور المطمئنة
للأطباء، بصرف النظر عن القيود الكامنة. وقالت: ''تؤكد بيانات السجلات
بصورة عامة أن النساء معرضات أكثر من الرجال لخطر الإصابة بالجلطات، لكن
حين يؤخذ في الاعتبار الاختلاف في العمر وصورة عوامل المخاطرة فإن ارتفاع
المخاطر يكون متدنياً، لكن الأهم من ذلك هو أن المخاطر المطلقة بالنسبة
للنساء الأصغر سناً واللواتي لا يعانين مخاطر أخرى، تكون متدنية ولا تجعل
من اللازم إعطاء أدوية بالفم من أجل منع التجلط''.