تكثر الاضطرابات الطمثية لدى الفتيات بعد سن البلوغ وتسبب العديد من القلق للأمهات حيث يعتقدن ان هنالك مشكلة كبيرة قد تؤثر على حياتهن الصحية الحالية او حتى المستقبلية عندما يبلغن سن الزواج والانجاب. ومما لا شك فيه يعتبر هذا امرا طبيعيا من الامهات تجاه بناتهن لحرصهن على سلامتهن و تدارك اي مشكلة طبية مبكرا وعلاجها اذا استوجب الامر لذلك، وفي البداية يجب ان نطمئن الامهات بأن هذه الاضطرابات شائعة لدى العديد من الفتيات وهي في الغالب تكون بسبب اضطرابات هرمونية نظرا لعدم نضوج الغدد المسؤولة عن افراز الهرمونات المسؤولة عن حدوث الاباضة و بالتالي تحدث الاضطرابات الطمثية. يعتبر النزف المهبلي عند البنات قبل سن البلوغ امراً مزعجاً جداً لدى الامهات وهو نزف غير طبيعي. وأي نزف مهبلي في هذه السن يحتاج الى تقييم وفحص سريري شامل بواسطة الطبيب المختص. وفي حوالي 75% من الحالات لا يمكن تحديد السبب المباشر للنزف المهبلي, والنسبة الباقية قد تكون بسبب الاضطرابات الهرمونية لدى البنات. ويعتبر الاعتداء الجنسي من الاسباب التي تسبب النزف المهبلي ولذلك يجب اخذها في الحسبان عند تقييم هذه الحالات. كما ان وجود اجسام غريبة مثل مناديل الحمام او اي مواد أخرى قد تدخل في المهبل من الاسباب المعروفة لحدوث النزف المهبلي.
تسبب الالتهابات المهبلية نزفا مهبليا لدى الفتيات ولكن الغالبية يعانين من حدوث افرازات مهبلية ويعود السبب الرئيسي لالتهابات المهبل والفرج في هذا السن لحدوث عدوى بكتيرية بسبب نقص الهرمون الانثوي الاستروجين في الانسجة التناسلية كما ان العدوى بالديدان الطفيلية تكون شائعة عند الأطفال وقد تكون سبباً لمثل هذة الحالات. ان حدوث اصابة او رض في المنطقة التناسلية من الاسباب المعرفة للنزف المهبلي عند الأطفال ومن الممكن تشخيصها بسهولة وذلك من معلومات القصة المرضية والفحص السريري. ومن الحالات النادرة لحدوث النزف المهبلي لدى الفتيات هو حدوث تدلٍ او هبوط لمدخل الاحليل البولي حيث يحدث النزف في حوالي 20 من كل 24 حالة. يعتبر البلوغ المبكر اي قبل سن الثامنة من العمر من اسباب النزف المهبلي ولكن يصاحب البلوغ المبكر نمو الصفات الثانوية للبلوغ وهي نمو الثديين وظهور شعر العانة والإبطين وطول القامة. ويعد تناول الاطفال بشكل عفوي للهرمونات مثل حبوب منع الحمل من اسباب حدوث النزف المهبلي كما ان اضطرابات الغدة الدرقية وخصوصاً هبوط وظائف الغدة من الاسباب المعروفة لحدوث هذه المشكلة. ومن الحالات النادرة جداً للنزف المهبلي هو وجود الاورام المنتجة للهرمونات الانثوية في المبيض أو اورام الرحم او وجود الاورام الدموية في المنطقة التناسلية.
يعتمد تقييم حالات النزف المهبلي لدا الفتيات على الطبيب المختص في المشاكل النسائية للاطفال حيث يحتاج الى الخبرة والدراية الكافية لجمع المعلومات من الأم والطفلة معاً كما ان الفحص السريري يحتاج الى دقة وخبرة جيدة لمثل هذة الحالات. حيث يمكن للطبيب معرفة وجود التهابات مهبلية او اصابات تناسلية او اي اعتداء جنسي من خلال الفحص السريري كما يمكنه من التأكد من عدم وجود اجسام غريبة من خلال الفحص الدقيق و الحساس للمهبل و من الممكن استخدام سائل تشطيف المهبل عبر انبوب بلاستيكي لازالة اي اجسام غريبة داخل المهبل او استخدام ملقاط دقيق لازالة اي جسم غريب قد يكون سببا لحدوث النزف المهبلي. وفي حالة الشك في حدوث اعتداء جنسي يجب وجود طبيب مختص في الطب الشرعي. و قد يستدعي اجراء تحليل للدم لمعرفة مستوى الهيموجلوبين وتقدير كمية الدم المفقودة. و يجب اجراء مسحات من الفرج او المهبل للتأكد من عدم وجود التهابات بكتيرية او طفيلية. و تفيد الاشعة الصوتية او اشعة الرنين المغناطيسي في تشخيص الحالات النادرة من اورام المبيض او الاورام الدموية في الجهاز التناسلي. كما يستوجب اجراء فحوصات لهرمونات الغذة الدرقية وهرمونات المبيضين الانثوية.
ان حدوث نزف مهبلي لدى الفتيات يستوجب على الوالدين مراجعة الطبيب بشكل عاجل وكما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية للبنات في هذه السن.