الجمعة، 6 يوليو 2012

توقف التنفس أثناء النوم.. يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان

 أشارت دراستان جديدتان إلى أن حالة انقطاع التنفس أثناء النوم (sleep apnea) لدى المصابين بها، وهي اضطراب شائع يسبب الشخير والإرهاق والتوقف الخطر في التنفس أثناء الليل، ترتبط بمخاطر أكبر في الإصابة بالسرطان. وتعد الدراسة الجديدة المرة الأولى التي يرتبط فيها توقف التنفس أثناء النوم بالسرطان في البشر.

ويعاني 28 مليون أميركي من بعض أنواع انقطاع التنفس أثناء النوم، على الرغم من وجود الكثير من الحالات التي لم يتم تشخيصها. ويرى أطباء النوم أن هذه الحالة تمثل عامل قلق أكبر لأنها تحرم الجسم من الحصول على الأكسجين خلال الليل، وعادة ما تأتي مصاحبة لأمراض مثل أمراض القلب والشرايين والسكري.

خطر الإصابة بالسرطان وقال الدكتور جوزيف غوليش، أستاذ طب النوم في متروهيلث سيستمز في كليفلاند الذي لم يشارك في الدراسة: «هذه أخبار عظيمة حقا، فهذه هي المرة الأولى التي يتضح فيها هذا الارتباط، ويبدو أنه وثيق للغاية».

وأوضح الدكتور غوليش، رئيس طب النوم السابق في عيادة كليفلاند، أن ارتباط انقطاع التنفس أثناء النوم بالسرطان ربما لا يكون بنفس قوة الرابط بين انقطاع التنفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن وحتى يثبت العكس فإن ذلك سيكون سببا آخر لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم لدى المرضى أو تشخيصه إذا كانوا يعتقدون أنهم مصابون بذلك المرض.

وخلال إحدى الدراستين الجديدتين، تتبع الباحثون في إسبانيا آلاف المرضى في عيادات النوم ووجدوا أن بعض الأشخاص المصابين بالأشكال القصوى من مرض انقطاع التنفس أثناء النوم معرضون بشكل أكبر للإصابة بسرطان من أي نوع بنسبة تصل إلى 65 في المائة.

 أما الدراسة الثانية التي شملت 1500 عامل حكومي في ويسكنسون فأظهرت أن الأفراد الأكثر إصابة باضطرابات التنفس أثناء النوم تزداد معدلات الوفاة بينهم بـ5 أضعاف نتيجة السرطان من الأشخاص غير المصابين باضطرابات النوم. وبحث فريقا البحث في تشخيص السرطان والنتائج بشكل عام دون التركيز على نوع معين من السرطان.


 
ارتباط واضح 

* وفي كلتا الدراستين اللتين تم عرضهما في سان فرانسيسكو في مؤتمر دولي نظمته جمعية الصدر الأميركية، استبعد الباحثون دور عوامل الخطورة المعتادة للسرطان مثل السن والتدخين وشرب الكحول والنشاط البدني والوزن في الإصابة. وأشاروا إلى أن الارتباط بين السرطان واضطرابات التنفس خلال الليل تستمر حتى بعد تعديل المتغيرات الأخرى.

ووصف الدكتور ميتش بوراد، باحث السرطان والأستاذ المساعد لطب النوم في مستشفى مايو كلينك، الذي لم يشارك في هاتين الدراستين، نتائج الدراستين بأنها «استفزازية»، لكنه شدد على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من هذا الارتباط. وكانت دراسات الملاحظة، والأخرى غير المعروفة ربما تشير إلى صلة بين انقطاع التنفس والسرطان. وقد أشارت الدراسات الأخيرة التي أجريت على الحيوانات إلى أن انقطاع التنفس أثناء النوم قد يلعب دورا في الإصابة بالسرطان. 

فعندما تم وضع الفئران المصابة بأورام في بيئات منخفضة الأكسجين تحاكي تأثيرات انقطاع التنفس أثناء النوم، تقدمت نسبة السرطان لديهم بشكل أكبر.

 ويتوقع العلماء أن يتسبب حرمان الفئران من الأكسجين في تطوير أجسامها لمزيد من الشعيرات الدموية لتعويض ذلك، وهو التأثير الذي قد يعتبر غذاء لخلايا السرطان، ويتسبب في نمو الأورام والانتشار بسرعة أكبر.

وتساءل الباحثون عما إذا كانت هناك علاقة مشابهة في الأفراد المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، الذين تنهار عضلات الحلق لديهم أثناء النوم وتغلق ممر الهواء، وانقطاع التنفس والشخير خلال محاولة الجسم الحصول على الهواء. وقد يتسبب انقطاع التنفس أثناء النوم في حدوث المئات من هذه الحالات كل ليلة، واستنفاد الأكسجين من الجسم.

قام فريق في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكنسون في إحدى الدراسات بدراسة بيانات حول حالة العمال الذين يشاركون في دراسة ويسكنسون «سليب كوهورت»، الذين خضعوا منذ عام 1989 لدراسات موسعة للنوم خلال الليل ومعايير صحية أخرى كل 4 سنوات. كان المشروع الأبرز واحدا من بين أوائل الدراسات التي تكشف عن الانتشار الواسع لانقطاع التنفس أثناء النوم بين السكان.

وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بمشكلات في التنفس أثناء الليل، يواجهون بشكل أكبر احتمالية الموت نتيجة السرطان. أما الأفراد المصابون بحالة متوسطة من انقطاع التنفس أثناء النوم فيموتون بسبب السرطان بنسبة تبلغ ضعف الأفراد غير المصابين باضطراب في التنفس خلال الليل، في الوقت الذي يموت فيه المصابون بحالة متقدمة من انقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 4.8 في المائة من الأفراد غير المصابين باضطرابات النوم.



وقال الدكتور خافيير نييتو، أحد مؤلفي الدراسة ورئيس قسم علوم الصحة العامة في جامعة ويسكنسون: «إنه لأمر مدهش بالفعل. قد يكون هذا ناتجا عن شيء آخر، لكن من الصعب تخيل أن شيئا لم نسيطر عليه، يتسبب في ذلك».

في الدراسة الثانية، انتهج الباحثون في شبكة النوم الإسبانية طريقة مختلفة، لا تبحث في الوفاة بالسرطان بين مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم ولكن في أسباب السرطان. وقد استخدموا مقياسا أطلق عليه مؤشر نقص الأكسجين، التي تبحث في مقدار الوقت الذي ينخفض فيه مستوى الأكسجين في دم الشخص إلى ما دون 90 في المائة خلال الليل.

وقد جرت متابعة 5200 شخص على مدى 7 سنوات ولم تظهر الفحوص إصابة أي منهم بالسرطان لدى بداية الدراسة. ووجد الباحثون أنه كلما تزايد حجم نقص كمية الأكسجين، أو نضوب الأكسجين خلال النوم كان الشخص أكثر احتمالية للإصابة بالسرطان خلال النوم بحسب الدراسة.

ويشير مؤلف الدراسة ميجويل آنغل مارتينيز غارسيا، من جامعة لا فا، ومستشفى بوليتكنيك في إسبانيا إلى أن احتمالية إصابة الأفراد الذين انخفضت مستويات الأكسجين لديهم إلى ما دون 90 في المائة خلال 12 في المائة من الوقت الإجمالي للنوم بالسرطان ترتفع بصورة أكبر عنها في الأفراد الذين لم تنخفض نسبة الأكسجين في دمائهم خلال الليل. ومع تزايد الفترة التي يقضيها الإنسان من دون أكسجين تتزايد مخاطر الإصابة بالسرطان.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتحدث عن العلاجات، يتوقع الدكتور مارتينيز أن تخفف علاجات مثل ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، التي تجعل مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم هذا الارتباط.

ولم تشر دراسة ويسكنسون أيضا إلى تأثير علاج انقطاع التنفس أثناء النوم في عدم الإصابة بالسرطان أيضا، لكن الأفراد الذين خضعوا للعلاج بضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر تم استبعادهم من الدراسة، فقد كان الرابط بين انقطاع التنفس والسرطان أقوى وهو ما يتسق مع نظرية نقص الأكسجين بحسب الدكتور نيتو.

وقال نيتو: «يمكنني القول إن هذه حالة أخرى تظهر أن انقطاع التنفس أثناء النوم يمكن أن يتسبب في حدوث تأثيرات عميقة على صحة الأفراد. فتوقف التنفس أثناء النوم يمثل مشكلة خطيرة».